خواطر وأيام 2

الرحلة العلمية

بدأت الدراسة وبدأت معها مشاكل الآباء مع الأبناء...والسّبب فقدان الآباء للبوصلة الموجهة في رحلة الحياة عموما , وفي

الرحلة العلمية على وجه الخصوص...للموضوع أبعاد كثيرة ...لكنّني سأركّز هنا على جانب عانيتّ منه كثيراً في صغري

ألا وهو التطبيع مع طلب العلم , والدراسة والمذاكرة...تطبيع يبدأ من الأب قبل الابن...لأنه وللأسف ...وبرغم حرص الأسر

المصرية على ما يزعمون أنه "تعليم" ...بالخناقات المستمرة مع الأبناء على المذاكرة , وإنفاق الآلاف على الدروس 

الخصوصية والمذكّرات , وحرصهم الشديد على كل درجة , وتفعيل الطواريء المنزلية أوقات الدراسة والامتحانات

إلا أنهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن العلم والتعليم الحقيقي  ولو نظرت في أحوالهم ...لوجدتّها ممارسات معادية 

للعلم والأدب والأخلاق والدين...دينهم الغفلة والجهل وتضييع الوقت والمال فيما يضر ولا ينفع

لابد للأسر أن تراجع أفكارها وثوابتها وسلوكها ونظرتها للحياة والقائمة على منهج "ما وجدنا عليه آباءنا"

أن تهدأ وتترك الجري واللهاث خلف أوهام الرزق والدنيا ...تعمل "ريستارت" لعقليتها , وتبدأ التعلّم بمنهج جديد

...على الأب قبل الابن أن ينظر إلى علاقته بالعملية التعليمية بطريقة جديدة , غريبة لكنّها ممتعة ...قائمة على 

منهج السماء, وعلى استراتيجية الحب والجمال 

يقول تعالى :

((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ))

هذا هو المنهج الربّاني الذي قامت عليه الدنيا الحب والجمال

وهذا ما فهمه الغرب ...فأقاموا نظاماً تعليمياً فاعلاً ...منحهم الحياة الكريمة والآداب الرفيعة والقوة الرادعة 

أمّا نحن ...فبرغم الميزانية الضخمة التي تنفقها الأسر المصرية ...لكنّنا نعيش حياة بلا كرامة وانحطاط أخلاقي 

غير مسبوق وضعف وذُل وهوان عظيم 

أيّها الآباء : اربطوا العلم بالدين والأخلاق والأدب الفاعل...تَعلَّموا قبل أن تُعلِّموا ...

تعرَّفوا على العلم بالحب والجمال

من وسائل البِرّ:

- جلسة قرآنية مع الوالدين لتصحيح التلاوة و تدبّر الآيات