خطوات نحو التفوّق والنصر 25

التربية بثقافة السماء

أعجبني عنوان كتاب "التربية بآية وحديث", وأيقنت أنّ هذا بالضبط ما نحتاجه الآن ...تحتاجه الأمة في تربية الشعوب

ويحتاجه الفرد في تربية نفسه وتربية محيطه ...هذا هو كل ما نحتاج إليه , وهذا ما أوصانا به النبي "الرحمة"

"إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به فلن تَضِلُّوا أبدًا ، كتابَ اللهِ ، و سُنَّةَ نبيِّه"

نعم...فقط ...آية وحديث...دون أن يفهم القاريء أن هذا الكلام معناه - إغلاق العقل عن قبول أي فكرة خارج هذين 

المصدرين ...بالعكس تماماً تماماً...إنك حتى تفهم القرآن والسنة فهماً واعياً , فلابدّ أن تطبّق أول أمر نزل به الوحي الشريف

إقرأ

نعم ...أول تربية نزل بها أمين السماء وأول كلمة  أمرت بها ثقافة السماء ...هي إقرأ

اِقرَأ لتَفْهمَ العَالَم

اقرأ

بكل ما يحمل الفعل من تجليات فكرية ...الكلمة جاءت فعلاً...وهو أمر بإعمال العقل لا تعطيله وإغلاقه كما يزعم بعض

التيارات , التي دعت لإحتقار عقلها وعقول البشرية كلها وتعطيلها , والاكتفاء برأي السلف الصالح 

وهذا الفكر أدّى لتضييع الأمة , وجعلها فريسة سهلة للأعداء ...فراحت الأمة تنزف ومازالت الملاين الملايين من

الدماء والأعراض والعقول والأفكار والثروات والتاريخ والجغرافيا

إنّك لن تفهم كنوز المعاني المخبوءة  في "الآية والحديث" ...حتى تستفيد من كنوز العقول البشرية التي خلقها الله

لن تفهم ثقافة السماء...حتى ينضج فكرك بما شاء الله من ثقافة الأرض, وعلوم البشر 

ولذلك فهم العرب معاني القرآني ...لأنهم كانوا عمالقة اللغة , وسحرة الحرف , وأساطين الشعر 

لن تتربّى بآية وحديث حتى تسبر أغوار الطبيعة , وتفهم رسائل الله في كونه 

لن تفهم أسرار الوحيين حتى تملك شيئاً من ملك سليمان ...وتتمكّن من  التواصل مع الحيوان والنبات والرياح وقوى 

الطبيعة وتسخّرها في خدمة الإنسانية ورفاهيتها ولكن بمرادات  الله

كما فعل الغرب عندما استفادوا من كنوز التراث في ثقافة الإسلام , وطوروها ولكن بمنظور بشري قاصر وناقص وظالم

فسخّروا الطاقات النووية والكهربائية والنفطية والمعادن ووووووو

فسادوا العالم ولكنهم قهروا الشعوب فضلّوا وأضلّوا وظلموا وأظلموا حياة البشرية

وآن لنا الآن  أن نستعيد زمام الأمور , وتكون لنا الريادة والقيادة  ونستعيد دورنا كخلفاء الأرض