خطوات نحو التفوّق والنصر 18

 خطوات نحو التفوّق والنصر 18


القوّة

قوة الإختلاط

انتشر الصحابة في العالم لنشر الإسلام ...ولكني لم أسمع عن صحابي أسّس جماعة خاصة به حتّى لا يضيع الإسلام

...بل كان الضامن للحفاظ على الإسلام هو نشر سنّة النبي عليه الصلاة والسلام في البلاد التي عاشوا فيها واختلاطهم بالناس

دون تميّز عنهم

والسعي لتطبيع منهج الإسلام مع أشكال حياتهم المختلفة ...فكان الإسلام متصالحاّ مع تنوّعهم وثقافاتهم وعاداتهم وإرثهم النافع

معالجاّ في نفس الوقت لأخطائهم وانحرافاتهم العقائدية والفكرية , والعادات الظالمة التي توارثوها

كان منهج الإسلام الصافي متصالحاّ مع الشعوب ...لم يتصادم معهم بل حفظ لهم لغتهم وثقافتهم وتاريخهم وجغرافيتهم

جاء مذكّراً لهم بالفطرة السليمة , متوافقاً معها ...منكراً لكل خلل فكري , محارباً للظلم الواقع عليهم

فاختلط نور الإسلام ورحمته مع دمهم ولحمهم وعظمهم ...فدافعوا عنه بكل ما أوتوا , وآمنوا به حبّاً ورضا دون جبر وقهر

قاموا بنشروه , وحملوا رايته في شتّى بقاع الأرض ...وقدّموا من أجله التضحيات الأسطورية

بل وحفظوا كنوزه ...وتشرّفوا بمهمة الحفظ التي ضمنها الله لدينه

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾.

فكان البخاري حافظ السنّة , صاحب أصحّ الكتب بعد القرآن

وكان سيبويه , والأيوبي , وطارق بن زياد وووو

أخي المسلم...قوّتنا في اختلاطنا بالناس وتبليغ الرسالة للعالم ...لتصل للقلوب التي اختارها الله للنصر والحب الأسطوري

لا تحصروا انتماءاتكم في قوالب ضيّقة يمكن محاصرتها وخنقها وإطفاء نورها ...بل كونوا عالميين لا حدود لطاقاتكم

ومشاعركم واحتواءكم ...كونوا رحمة للعالمين

...ليس في الإسلام أزهرية ولا إخوانية ولا سلفية ولا صوفية ...هي انتماءات موجودة نعترف بها ولا ننكرها , ولا ننكر

فضل أصحابها وجهودهم في خدمة الإسلام

ولكن يبقى الانتماء الأول والأخير هو الانتماء للإسلام ...الانتماء للإنسانية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن...خطوات نحو النصر

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6