خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 12

 

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر



 

"قد أفلح من زكاها"

مهمتنا المستمرة في هذه الدنيا هي تزكية النفس وتربيتها , نجاهد في تربية أنفسنا مع إشراقة كل يوم جديد

ومن ظن أنه سيتوقف عن هذه التربية وهذا الجهاد بمجرد التحول إلى ما يسمونه "بالالتزام" ...فقد ضل ...

فمجاهدة النفس في هذه المرحلة مطلوبة  بشكل أعمق والتحايل والحذر من مكائد الشيطان مطلوب بشكل أكثر حكمة

ومرونة ...لأنك تصبح في هذه المرحلة  "مرحلة الالتزام" في خطر الاعتقاد بأنك على حق دائما ...فأنت ملتزم:::

والحقيقة أنك إن توقفت عن تربية النفس بشكل مستمر ومرن فأنت في خطر أعظم ...لأن فسادك حينها يكون في

إطار مزخرف بأنك من أهل الحق ولا تقول إلا الحق ومرجعيتك قال الله وقال الرسول

صديقي الملتزم "شكلاً" حتى تكون ملتزم حقاً ...لابد من أن تؤمن بأن الوسطية ...خيط رفيع بين نارين

نار الغفلة ونار التطرف ...وأن تؤمن بأنك مخلوق ناقص ...ولا يتم هذا النقص إلا بالإنسجام البديع

والتناغم السلس الجميل مع الكون ...وأن الناس هم عيون جعلها الله لحمايتك من تغول النفس وتألهها

وكبرها وعزها بالطاعات , كبر يفضي إلى احتقار الآخر ورد النصيحة والعمى بعد الهدى

صديقي "الملتزم" عليك أن تؤمن بدور الناس الأساسي  في ردك إلى الحق وإرشادك إلى الحقيقة

أن تدرك دور الناس الخطير في إلزامك بالصراط المستقيم

دور خطير جعله الله لنا في حرف قرآني واحد فقال "وتواصوا" ولم يقل توصوا

دور خطير لمن حولك من الناس جعله الله في حرف الألف حين جعل النصح والتوصية متبادلة بين الجميع

الصالح ينصح المقصّر والمقصّر ينصح الصالح 

(وتواصوا) وليس وصوا

لتصبح النصيحة من حق البر والفاجر , الملتزم والغافل

صديقي "الملتزم" شكلاً

لن تكون ملتزم حقاً حتى تحاسب نفسك وتقتص منها بشكل جميل راقي ليس فيه إرهاق للنفس وتشدد "جلد ذات" أو 

محاسبة تؤدي إلى الملل و"الخنقة" من العمل الصالح وحياة الالتزام ...وفي نفس الوقت حساب حازم للنفس ليس فيه

تساهل وغض للطرف عن عيوبها الحقيقية

محاسبة هادئة خبيرة بالطبيعة البشرية من تكاسل حيناً وتعجّل وتشدد أحياناً

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8