قرايبها

 قرايبها


سأل عنها زميلاتها : هل هي موجودة؟
...أخبروها ...حضرت ...هي تعرفه , لكنها لم تتوقع زيارته لها في مكان عملها ...ربما تبادلا بعض
النظرات في وقت سابق ...ولكن , هل كل النظرات تعطي وعدا ...بلقاء آخر
ربما نظرت للعشرات بعده ...ربما نظر للعشرات بعدها...هل كل هذه النظرات العابرة التي لا تلقي بالا بمشاعر القلوب ...كلها تعطي إذنا بالقبول , بالرغبة في اللقاء , الحديث, الاهتمام ...استثناء الشخص من بين مليارات البشر ...إنها نظرات عابرة ...
ولكن مهلاَ...لمَ كل هذه التفسيرات ...لماذا لا يكون قدومه لأمر آخر مختلف تماما عن قصة حب
حضرت ...وفي عقلها تساؤلات كثيرة , وتصورات حائرة
بدأها السلام , ردت التحية بمثلها ...في تحفظ , وترقب لا يخلو من الترحيب والابتسام , ولكن بحذر
...هي تعلم يقينا , أن خلف الكواليس...في المكاتب , والغرف المغلقة ...تسكن الأحاديث , وتشتعل نيران ال tittle - tattle القيل والقال يعني ...من هذا الفتى المقتحم لمجتمع نسائي بالكامل...كان عملها نسائي الطاقم من أوله لآخره ...ووجود رجل في هذا العالم يفتح التساؤلات
والمناقشات النسوية المكارة ...يا ويلها إن لم يفصح عن سر قدومه , في أسرع وقت
رحّبت به , بكثير من الحيطة والحذر ...وفي داخلها صرخة مكتومة ...اخلص بقى , أيها الرجل الغامض , المقتحم ...أفصح عن سر جرأتك في اقتحامك أسوار المخاطر , وتابوه العالم النسائي
الخاص , المليء بأسراره وأستاره
أفصح عن سر هذه المغامرة الخطيرة فقط ...لتقابلني ...فقط للقاء أنثى تخاف من الهمسات والغيرة
وبتعمل ألف حساب لتحركاتها وعلاقاتها
يقطع ضجيج التساؤلات التي تنهش عقلها وتشتعل في رأسها ...بكلمات هادئة , وكأنه لا يدرك
خطورة الموقف ...يالجرأته , يالتهوره غير المحسوب, تصرفات رعناء , حمقاء...لا تدرك
العواقب
يال جمال وقاحته , فهي في النهاية أنثى ...تعشق الاهتمام والاقتحام عندما يرفع "قدرها" وقيمتها
هو: ازيك ...عاملة ايه ؟
هي: الحمد لله بخير ...خير؟ تنظر للخلف , تتأكد من تواجد "صويحبات يوسف"
تتأكد ...هل بدأت النميمة , والهمهمة , والغمزات, وهمسات تؤذي الأذن , وتوتر النفس رغم ضعف
الذبذبات
لكنه ...ينبهها , ويختطفها , من التيه ...يريدها أن تركز لكلماته التي أعدها ...لساعات , ليقولها لها
هو : أنا جاي ومعايا حد من قرايبك.....
نعم
ما هو ده اللي ناقص...الموضوع ميتسكتش عليه بقى ...تصرخ لكن في حديثها مع النفس , فهي
لم تجرؤ على إفزاعه ...إنها تلاحظ تصبب عرقه , فضلا عن وجوده في مكان لا وجود فيه لرجل , وتخطيه للخط الأحمر
من أجل لقاءها ...أفلا تكون كريمة معه ...ربما أتى لإكرامها , ومن طباع الأنثى ...أن تكون هي الأكرم دوما
لكن لابد أن تضع حدا , لهذه الفوضى , دون أن تجرح مشاعره ,
هي : مين حضرتك ...تعرف مين من قرايبي حضرتك
هو : هي موجودة تحت ...منتظراني
هي: ايوه مين يعني...عشان أكون مستعدة نفسيا يعني
هو : مش هينفع أقولك مين...لازم تيجي تشوفيها بنفسك حضرتك...يبدأ بالارتباك
هي"في نفسها : اللهم طولك يا روح....حاضر اتفضل
وفي الخارج ... تبحث عن هذه القريبة الغامضة...فينها حضرتك؟
هو: أهي ...قدامك
هي "تنظر , تتلفت...لا ترى شيئا" ...فين حضرتك مش شايفة حد
هو : أهي ...يشير إلى علبة البسبوسة ...الموضوعة على الطاولة ...أهي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8