هو وهي 2
 
سوء الظن بين
الجنسين تلك النار التي تحرق صاحبها  في
أتون الأفكار والظنون  , فيكون نهاره قلق 
 واضطراب , وافتراض
بأن الدنيا قد أصبحت غابة , وسكانها نساء خائنة , ورجال تأكل تلك النساء بعيونهم
 لا مكان للإخلاص
...الجميع يخون , الجميع يبحث عن مصلحته , لم يعد الوفاء اختيار أحد
 
سوء الظن ...تلك
الآفة التي تقضي على الروح وتصيبها بالأمراض ... فتصبح النفس سقيمة من كثرة ما
يأكلها 
 من أفكار وظنون سيئة
 
سوء الظن سلاح
فتاك من أسلحة الشيطان الذي أقسم ألا يترك النفس البشرية حتى يسلمها لملك الموت
بائسة 
 خاسرة , لم تستفد
بنعمة الحياة ...بل عاشت بسون الظن حياة أهل الجحيم
 
ولو أن المسلم آمن
إيمانا حقيقيا نافعا , وأدرك أن الله يريد له حياة طيبة , يريد أن يحميه من مكائد
الشيطان ...
 وعلم يقينا أن
الإسلام نزل رحمة للبشرية ...ومن رحمته تنظيم العلاقة بين الرجال والنساء , بطريقة
راقية ,
 شيك ...طريقة
مهذبة أنيقة يعذر فيها الرجل المرأة عند الخطأ , وتعذر المرأة الرجل ....فالنساء
شقائق
 الرجال , والرجل قد
أحاطه الله بقدر ومكانة ...وقد وصل توقير الإسلام للرجل بأن يخاطب الزوجة فيقول
 نبي الرحمة : "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها"
 وقد وصل من
رقة  التعامل بين الرجل والمرأة في جنة
الإسلام ...قول الرسول "لا تؤذوني في عائشة"
 إتيكيت ورومانسية
عالية , تعلو على كل رومانسية موجودة في الروايات على مر الزمان ...كما أن الإسلام يقبل ويبحث و
 ينهل من كل موقف رومانسي عالمي يتفق مع القيم والنبل الإنساني الذي يقره العرف , والفطر السليمة
ف " الحكمة ضالة المؤمن " حيثما وجدها فهو أولى بها ...ولم تكن الرومانسية والأخلاق حكرا على الإسلام فقط 
ولم يدعو الاإسلام لاحتكار الأخلاق قط .....بل هو دستور "لأتمم مكارم الأخلاق"
ومن أجل هذا  
يمنح  نبي البر والوفاء  مفتاح الكعبة "بيت الله المعظم"
لرجل تعامل مع المرأة برقي وأدب ونبل
 نفس الرجل الذي
تعامل مع المرأة بكل رقي وأدب ...هو هو نفسه الذي أغلظ الكلام للرسول الكريم
" عليه
  الصلاة والسلام"   ورفض إعطاؤه مفتاح الكعبة حين كان على الشرك...الخطأ وارد وقابل للغفران والتسامح
إنه  "عثمان بن طلحة" الذي نسي الرسول إساءته له و لم ينس له  موقفه الراقي مع أم سلمة ...حين
أردات الهجرة ,
 ولم يكن معها إلا
ولدها ....فكان شهما صاحب مروءة وأصر على أن يوصلها لزوجها في المدينة
 ...وكان في رحلته
من أنبل الناس ...فتقول عنه أم سلمة : فوالله ما صحبت رجلا من العرب قط أرى أنه كان
 أكرم منه
 موقف نبيل من رجل
مشرك يكون سببا في احتفاظ  عثمان الصحابي فيما بعد  وعائلته
بمفاتيح الكعبة في فتح مكة
 يقول الشيخ أبو بكر الجزائري: حقا ما قالته: ما أعلم
أهل بيت أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة
 هذه واحدة، وأخرى في كمال عثمان بن طلحة الذي يضرب الرقم القياسي في الكرم النفسي،
إنه يجد امرأة على
 بعيرها تريد السفر مسافة عشرة أيام
في صحراء لا خضراء فيه ولا ماء، فيقول وقد سألها عن حالها : والله
 مالك من مترك ويقود بعيرها، ويحسن إليها في ركوبها ونزولها، ويريها من العفة
والكرم ما لم تره امرأة مثلها
 قط .
 
هذه هي العلاقة
التي يريدها الله لنا ...علاقة تنشر الأمان في النفوس ...فتختفي المخاوف والأمراض
النفسية 
 والقلق والتوتر في
مجتمعاتنا
 
 
 
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع