آمن
آمن
آمن هو شاب عشريناتي ...لا يؤمن بالبديهيات والمسلّمات التي يؤمن بها مجتمعه...يفكر في المعاني بشكل مختلف ..أو كما
يقول بأنه يعيد للمعاني وظيفتها ورسالتها الحقيقية ... والتي ضيعها الناس بشهواتهم ورؤيتهم القصيرة ...فالحب والعطاء
والعدل والأنوثة والرجولة والبر والصلة وطلب العلم والأدب ,وطاعة ولي الأمر واحترام الكبير وإنزال الناس منازلهم 
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والسلام والحرب والجهاد وووو...كلها معاني ينبغي مراجعتها في نفوسنا حتى نصل 
للمجتمع الآمن ... مجتمع المدينة الفاضلة التي وضعت منهجه وخطوطه سورة الحجرات
آمن شاب محافظ على صلاة الفجر , محافظ على الساعة البيولوجية ...لا يقبل الفوضى في هذا الموضوع بالذات ...هيصحى
4 الفجر يبقى هيصحى 4 الفجر حتى لو الحكومة لخبطت الدنيا , وقضت على آخر مكتسبات الثورة بإعادة العمل بالتوقيت الصيفي
...وأصبحت 3 الفجر هي 4 الفجر ...برده هيصحى 4 الفجر"اللي هي 3 في الأصل" وهيعيد تشكيل نظام يومه على هذا الأساس .
آمن يستطيع التكيف مع كل الظروف , فقط بتغيير طريقة التفكير في الحدث بطريقة يستفيد منها , وتكون في صالحه
فعندما عاد العمل بالتوقيت الصيفي...زاد نهاره ساعة شكليا ...طب وماله...يحاول يحط نشاطات للساعة دي
يحكى أن آمن كان يمرُّ في شبابه بفترة من حماقات التشدد ...وخاف عليه أبيه من صحبة سوء تجرُّه إلى المهالك 
فأغلق عليه الباب في صلاة الفجر...لكن آمن العندي...اتشعبط ع المواسير عشان ينزل يصلي ...كم أرهق والديه بعناده 
وإصراره على فعل ما يؤمن به ...ويالحماقة الشباب وعنفوان ثورتهم ...ويالضيق أفق التشدد ...فمن أجل موضوع فرعي
تُضيَّع القضايا الأساسية...من أجل صلاة جماعة تعق الوالد ...غفر الله للعقول الشابة الثائرة وهداها للحق .
يتذكر آمِن أول مرة قرر فيها صلاة الفجر...كان في المرحلة الابتدائية , عندما قرر النوم مبكرا وترك مسلسل يعشقها
جدا ...قرر ترك مسلسل "ليالي الحلمية" مع أنه كان يحب متابعة أحداثها المثيرة ...طبعا ...فالفنان المبدع , من يرسم أحداثها
"أسامة أنور عكاشة" وما أدراكم من عكاشة ...السيناريست الساحر الذي يكتب بقلمه ...فيرسم لوحة بديعة , تحرك مشاعرك 
وتتحرك انفعالاتك معها ...تتعاطف مع الأبطال , وتتحمس لمشاهدة الأحداث , وكأنك تعيش مع أبطال المسلسل ...ومن قمة
التأثر كان آمن ينسج من وحي خياله قصصا أسطورية خرافية الأحداث .
الراوي: تكلم يا آمن ,لا تدعني أتكلم بالنيابة عنك
آمن: ربما يكون كلانا واحد في النهاية "يبتسم" ...لكن حسنا دعني أخبر القاريء قليلا عن طريقة تفكيري الغريبة
, وليتجول معي في رحلة شائقة ...فالعقول بلاد أشبه ببلاد العجائب , والصمت والمراقبة والقراءة تمنحك تأشيرة سفر
مجانية للارتحال في هذه البلاد العجيبة 
لقد أخبركم  الراوي عن بداياتي مع صلاة الفجر ...وهكذا هي حكايتنا في الحياة ...الحياة قرارات , وقد كنتُ بين خيارين
إما متابعة أحداث الليالي "ليالي الحلمية" المثيرة المتجددة المفاجآت , مع صاحبها المبدع "العكاشة" وقد كنتُ عاشقاً
لكتاباته المتفردة, ومسلسلاته البديعة مثل " الشهد والدموع" , "رحلة ابو العلا البشري" "ضمير أبلة حكمت" وغيرهم
 كثير...والخيار الثاني أن أنام, وأترك هذا الجمال من فن الحكايات والدراما المحبوكة الأحداث ,و أن تبدأ رحلتي مع الساعة
 البيولوجية , ونظامها البديع المبارك في حياتي...طبعا في هذا السن الصغير لم أكن أعلم عن "الساعة البيولوجية " شيئا
 أصلاً...لكنها الفطرة السليمة...التي ترشدك إلى الصواب والنظام...وقد كان ...فقرار النوم المبكر كان له فتوحات في حياتي
...مررتُ بأحداث كثيرة كان من شأنها أن تعصف بمبدأي في الحياة - أن أبحث عن الجمال الحقيقي- لكني كنت أعود وأتشبث
بعادات بسيطة مثل النوم المبكر , وكانت كفيلة بأن تعيدني إلى جادة الصواب , وإلى مبدأي الأصيل - البحث عن الجمال 
الحقيقي- والآن أترككم مع الراوي ليكمل ما بدأ
الراوي : شكرا , صديقي آمن ...سيكون الموضوع طويلا بطول عمرك ...فنظرتك للحياة والمعاني , تستحق أن تناقش,
وإن لم تجد من يتبناها في زمانك...فقد يأتي زمن يعتنق أهله هذه الأفكار ...إن كانت صالحة 
ولكني أنبه القاريء أن العمر المذكور لآمن ...إنما هو عمر قلبه الذي لايشيب ...آمن  يمتلك قلباً عشريناتي العمر 
أما العمر الحقيقي فهو يختلف باختلاف المشهد الذي سنتحدث عنه... قد تراه طفلاً صغيرا تارةً , وتارة هو في أرذل العمر
النظافة
في أحد المرات كان آمن يمشي في الشارع عندما رأى أحدهم وهو يكنس الشارع...لا يظهر من لبسه أنه عامل نظافة
وهو لا يكنس قمامة أمام بيته أو محله ...فلماذا يكنس ...النظافة ليست ثقافة سائدة في بلادي ...أن يكنس أحدهم الشارع
منظر غريب ...منظر مستهجن , تسود في بلادي ثقافة  التعجب من " أناس يتطهرون"...الطبيعي أن ينزل واحد أو واحدة 
وهم يرتدون ثياباً فخمة من عمارتهم ومعهم كيس قمامة ثم يلقونه أمام مدرسة, مسجد, كنيسة, مستشفى, جنينة وخضرة
ومنظر جميل ...وكأنهم يستمتعون بتشويه المنظر , ويتلذذون بالقبح ...ثم نسأل لماذا نحن في دولة يسود فيها الظلم والفساد
ألم ندرك بعد حقيقة أن "أعمالُكم عمّالُكم،...وأنه "  كما تكونوا يولَّى عليكم"
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع