السهر

السهر



أجيال تشوهت فطرتها كلما اخترعت الإنسانية وسائل أكثر تطورا لرفاهية البشر, وتسهيل الحياة على الناس...لعل هذا

يبدو أوضح وأكثر انتشارا في عالمنا العربي , وفي الشعوب العربية التي تركت الإسلام منهج حياة , واستبدلته ...ب

"ما وجدنا عليه آباءنا" ...وما استحدثناه من ذنوب , وما تفننا به من معاصي مع كل وسيلة تقنية جديدة ...لقد عرفنا 

كيف نعصي الله بطريقة جديدة مع كل اختراع - ولا حول ولا قوة إلا بالله-

لقد تعاملنا مع الحضارة كشعوب مستهلكة , متطفلة على العالم المتحضر , شعوب "محدثة نعمة"تنبهر بالأضواء

والمظهر , لكنها عاجزة عن الإنتاج لهذه الأضواء أو التعامل معها بطريقة متحضرة.

والعجيب أن ترى أن الغرب ينهي يومه مع غروب الشمس , بينما يبدأ يوم العرب بعد منتصف الليل "شغل الكباريهات"

انظروا مثلا لحال الشباب والبنات مع نعمة الكهرباء وما ارتبط بها من وسائل ترفيه وتضييع وقت ...كيف تحول ليلهم نهارا 

ونهارهم ليلا... كيف تشوهت الفطر , وأصبح الصح غلط , والغلط عاديا وطبيعيا.

وأستغرب كيف لهذه الأجيال أن تكون أباءفيما بعد , وتستطيع التربية , وهم  أنفسهم ضائعون , حيارى ...لا يريدون الهداية 

...ويرفضون نصائح أصحاب الفطر السليمة ....لم يكن موقف الأقوام البائدة من رسلهم إلا هكذا ...إلف للمعاصي

وبغض لكل ناصح, وهذا هو حال الشعوب العربية اليوم ... تعوُّد على الخطأ , حتى أنه لم يعد خطأ أو غريبا ... واستغراب 

للصحيح والحق , وما يوافق الفطرة .

لقد شرع الله صلاة الفجر قبل طلوع الشمس , ليكون المسلم أعبد من الشمس , والمخلوقات المسخرة له 

وشرع هذا التوقيت لا ليسهر حتى يصل إليه , ولكن ليكون موعد استيقاظه , وبداية يومه لا نومه ... وانطلاق نشاطاته 

وإعماره للأرض...لا لينام كالجيفة ...لكننا نجد الكبار والصغار والشباب عشاقاً للسهر ...كائنات ليلية كما يتفاخرون

"بيطبقوا" أي يواصلون السهر حتى اليوم التالي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن...خطوات نحو النصر

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6