عبادات ما قبل رمضان 1

باقي على رمضان شهرين ... والشوق له بدأ يهيج في النفوس المرهقة من الحياة المادية , والمثقلة بالذنوب... ومع محاصرة

الحياة لنا بماديتها القاسية , وزيادة قهرها للقلوب الضعيفة  بالأزمات الاقتصادية الطاحنة ... وجب علينا الفرار قليلا لعالم الروح

... أن نتدرب على السياحة في الملكوت , ونحلق في سماوات رحبة ونغادر ضيق الأرض ... حان الوقت لزيارة أهل السماء ...

قرايبنا في رحم العبادة ...حان الوقت لصلة الرحم المنسية ...صلة الرحم باهلنا في السماء  بعبادة تفرح بها الملائكة ,

 وتكون حجة لها عند ربها وهي تستغفر لنا بأعمالنا الصالحة تحت العرش

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ ۚ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)

الشورى

الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا 

فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)غافر

يقول أحد العلماء عن الملايكة : هما يعرفوك منين عشان يستغفرولك ... لكنهم لمعرفتهم بحب الله للبشر يتقربون له بالاستغفار لنا

...الملائكة تستغفر لنا ... لأهل لا إله إلا الله ... فأرواحهم النورانية تفرح بمن يشاركهم في حب الله ...تفرح بالعبادة والعباد

ولا تحمل في روحها حقدا لأحد ... هم يعلمون أن المؤمن الحق يفضل عليهم ...في أنه مع تخييره , ومع وجود بواعث الانحراف

عن الحق ... اختار الصراط المستقيم ... اختار العبودية لله وحده

اقترب رمضان

اقترب رمضان وبدأ الناس يجدون رائحة رمضان الزكية ...وأجوائه الساحرة ...أجواء مبهجة , تفرح بها الروح , وتتلهف

لاستحضارها القلوب ... لا تسأل عن سر جمالها , وخصوصيتها في نفوس العصاة والطائعين ...ففي هذه الأيام...يُمدُّ جسر

بين السماء والأرض ...فتخيل ...أن تكون السماء بكل ما فيها من عوالم وغيبيات لا تدركها العقول والأفهام على اتصال مع

أهل الأرض

أفكار للعبادة

من الجميل أن نتهيأ لاستقبال هذا الاتصال والتواصل المعجز بين السماء والأرض باللطيف من العبادات ... وسأقدم لك في هذه

السلسلة من المقالات أفكار بسيطة جميلة عن بعض العبادات ...ويبقى أن أفكار العبادة لا تنتهي ..ولكل منا طريقته في التعبد

والتعبير لله عن الحب , والتقرب منه , والسعي لمرضاته .

من جميل الأفكار التي نصحت بها غيري في كلام عابر , ثم وجدتني أحب الفكرة , وتستحوذ على فكري واهتمامي 

التكرار... أي تكرار آية أو أكثر من القرآن ...كلما كنت متفرغا أثناء يومك ...في أوقات صمتك واستراحتك القصيرة...كرر 

آية أو أكثر ففي التكرار إيقاظ للعقل لكي يتدبر في الكلمات والمعاني ...والتكرار يثبت المعلومة في القلب ...ألا يقولون أن

ما تكرر تقرر ...في التكرار تثبيت للمعلومة والرسالة والثقافة المراد طبعها في القلب ثم التحرك بها بباقي الجوارح ...ليكون 

الوصف المراد أن يتصف به كل مسلم ...خلقه القرآن...صفة نبينا ...نعم مطلوب أن نسعى كلنا لاكتسابها والتحلي بها أيضا.

التكرار ليس فقط لآيات القرآن , ولكن لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ...القدسية والنبوية ...لنتعرف على سنته ونعمل 

بها في مواقفنا وأحداثنا اليومية ...وألا نكتفي بذلك فنكرر أقوال  الحكمة ...كنوز الفكر البشري ... في كل زمان ومكان ...

وبهذا نتهيأ لرمضان بجمال الأفكار والهمم ...وأن نتصف بالجد لا الهزل ...وأن نتطهر من آفات اللسان قبل نزول الملائكة

الذاكرة دوما