مع آية 3

 مع آية 3

"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"

يقول العالم الفاضل ...فاضل سليمان : مكنش فيه شيطان قبل الشيطان عشان يخلي الشيطان يتشيطن , أومال مين اللي خلى الشيطان

يعصى ربه...إنها الأنا العنصرية ...تلك الأنا الأخطر علينا من كيد الشيطان , تلك الأنا التي أهلكت الشيطان نفسه.

قالها الشيطان العنصري: أنا عنصري الناري خير من عنصر البشر الطيني ...فكيف أسجد له تكريما , وأنا صاحب العنصر الأنقى

والأرقى ...علما بأن الشيطان كان يلقب بطاووس الملائكة لاجتهاده في العبادة ...وكان هذا من مداخل النفس الأمارة بالسوء

التي وسوست للشيطان نفسه ...وهذا ما قصده ابن عطاء الله السكندري حين قال:

 معصيةً أَوْرَثَتْ ذُلاًّ وافتقاراً خَيْرٌ مِنْ طَاعَةٍ أَوْرَثَتْ عِزاًّ واسْتِكْبَاراً.

تلك الأنا العنصرية التي قسمت العالم إلى عالم أول وعالم ثالث ...عالم أول  ينهب ثروات العالم الفقير المستضعف

 "الثالث" ظنا منه ,بأنه العنصر النبيل وأن غيره لا يستحق حياة كريمه , لأنه ملون , ولأنه من دين آخر وعرق آخر ولغة أخرى .

عالم أول "أبيض" بعنصر نبيل, ودم نقي  هو خير من باقي البشر الملون  ...هذا هو المبدأ الذي يقوم عليه العالم اليوم     

أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ 

وهو مبدأ شيطاني , لا خير فيه ...ولا منقذ للعالم من هذا المبدأ و هذه اللوثة الشيطانية التي تنشر الظلم والاستغلال في العالم 

إلا بالمبدأ الإسلامي الذي يقوم على استراتيجية التعارف والتكامل بين الشعوب , والإفادة من التنوع لإثراء الحياة

ونشر الحب والسلام ...وتوزيع الثروات الطبيعية بشكل عادل 

يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

 أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ 

إنه مبدأ الشيطان ومنهجه في الاستعلاء والكبر  واحتقار الآخر ... وهو للأسف منهج سائد بين المسلمين في التعامل مع 

بعضهم البعض , فضلا عن التعامل مع المخالفين في العقيدة ...كبر واحتقار وانتقاص للآخر دون سبب يستدعي ذلك...بل 

على العكس ,فنحن مع أننا مسلمين إلا أننا ببعدنا عن ثقافة القرآن والسنة أصبحنا في ذيل الأمم , عالة على البشرية ...فعلام

الكبر

إنه مبدأ الشيطان الذي يدخل منه لمن بدأ في سلوك التدين , وكان غافلا عن أن الشيطان له بالمرصاد , فيعجب بالعبادة 

وتكون مدخلا للتعالي والتكبر على خلق الله ...وتكون الكارثة ...فيظن الواحد منهم أنه أفضل من الرسول ...فيكون من ذرية

من قال "اعدل فإنك لم تعدل"

نحن المسلمون اليوم اتخذنا منهج الشيطان في التعامل مع الآخر , وتركنا منهج الأنبياء في التواضع , والاعتراف بالفضل 

للآخر...لم نتعلم من جدنا موسى عليه السلام حين قال 

 (وَأَخِى هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8