مع آية 1

 مع آية 1

( جنود ربك )

في صغري كنت أتابع بانبهار مسلسل x files , كان يعجبني هذا الغموض والإلغاز المثير , الذي يجعلك تتسائل , وتفكر , وتضع

تصورات وسيناريوهات للأحداث الغامضة ...وتتناقش مع أصدقاءك حول تلك الأحداث , نقاشات ساخنة تشعرك بإشباع رغبة 

ملحة في تفسير الغرائب , بوضع تصورات أغرب عن وجود كائنات فضائية , لا نعرفها , لكنها موجودة ...حتما موجودة ...

والجميل , والمبهر في هذا أنها موجودة , لكننا لا نشعر بوجودها...الغموض عالم ساحر يرغب الناس في اقتحامه , مع الحفاظ على

أسراره ...لأن جماله في أسراره ...الغموض مكان ممتع نهرب له حين نمل من الواقع والمحسوسات , الغموض مكان يخلق فيه

الخيال ...وما أشد حاجتنا للخيال , الذي يروي الروح والفكر .

هذا الغموض المثير في مسلسل x files , prison break .......وغيرها من دراما المخابرات والأكشن , والرعب , والقصص

الغامضة ...غموض جميل مبهر , يحفز العقل , ويشبع شيئا من متطلبات الروح التي هي في الأصل سر وغيب

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾.

هذا الغموض الذي رأيته وسوف أراه في الدراما شيء 

وكم الغموض والإثارة والإبهار في آية 

(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)
آية تحمل غموضا وإلغازا سرمديا لا بداية له ولا نهاية ...غموضا واقعيا بحبكة فنية لايمكن أن ترى لها تناقض 

آية يتناغم فيها الواقع بالغيب بطريقة جميلة مبهرة , لتروي عطش الروح والجسد والعقل والقلب والنفس فترتوي من زمزم

الإبهار شربة لا تحتاج بعدها إلى تساؤلات وأجوبة مخالفة لفطرة , أو طبيعة ...بل هي اتساق وتكامل بديع بين مكونات الكون.

آية تثير الرعب في نفوس العصاة المجرمين ...ليتساءلوا عن هوية هؤلاء الجنود , وماذا سيفعلون بهم ؟

وهم لا يعلمون أن الله يستخدمهم هم أيضا كجنود له ...ليختبر أوليائه 

آية تبعث في نفس الوقت أمان رهيب في نفوس المؤمنين , ليطمئنوا ...فهناك .........وراء الشمس ...حيث لا يعرف عنهم أحد

شيء ...وهم في حكم العدم ...هناك في ال "وراء الشمس" يوجد جنود ربك أيضا , يحفظونهم , ويسجلون أنينهم , ويرفعون

تضحياتهم إلى السماء ليجازيهم الله في يوم المكافأة خير الجزاء  


ستقف أمام الآية  مشدوها متسائلا عن  هؤلاء الجنود ...من هم ؟           كم عددهم؟        كيف يعملون؟

ما هو شكل حركتهم في هذا الكون ؟        نتائج تحركاتهم , وأفعالهم ...متى وكيف نراها؟؟؟؟

كيف يتم التواصل بينهم دون أن ترصد تحركاتهم وتواصلهم تلك التكنولوجيا المخابراتية  الضخمة؟؟؟؟؟

ومن لطائف الأقوال عن جنود الله الفاعلة في الكون...ما قرأته في قوله تعالى 

"وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين"

ربما كان الغلامان نائمين أو يلهوان، بينما سيدنا موسى والخضر يبنيان الجدار لهما..

جنود الرحمن تعمل لك وأنت لا تشعر .. فاطمئن"








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8