من حياتهم ...وقفات قبل النهاية
من حياتهم ...وقفات قبل النهاية
تكتب .... " لم يدرك كوهين ماهية الإنسانية ، ولم يحاول قط ممارسة مفرداتها " يعجز القلم عن التواصل ، يتوقف عن سرد مكرور ،
تلقي به المثقفة الفنانة مملولة من كثرة الخداع ! أهو خداع النفس ، المجتمع ، التاريخ .
في لحظة صدق آن لها أن تحاسب النفس : "آهٍ لو صرفت العمر كتابة عن كوهين العربي لا العبري " يأخذ منها الضيق مأخذه ،
تختنق, تخنقها العبرات
تتساءل : هل كان الخطأ في الضم ؟ أم فيمن خلقه ثم عبده وترك عبادة من خلقه ؟ أكان يضيرهم لو أحبوا الله والله فقط ؟
تطرق أمها الباب ، تستئذن ، فتظن للحظة أن فكرتها قد انكشفت ! وأنها رهن الإعتقال " لجرم الخواطر " يطمئنها صوت أمها ، تخبرها
بتثاقل : لقد قبضوا عليه .
هي : متي أفرج عنه ؟ أمها : أرأيته مصفداً . هي : هل أخذ حقاً حريتة !؟
الأم : سيعدم ! هي : بل سيولد .
يسقط في يد الأم ، تدرك أنها متقمصة لشخص التاريخ ، تخرج من غرفة المكتب ضاربة كفاً بكف : سيقتلك التاريخ .
تعود الفنانة لنفسها المقيدة بأغلالٍ من انهزام الضمير .
" ما عساني أكتب للتاريخ وقد دنسته الأيادي الخائنة ، وأقلام مأجورة وحضارة دم " شئ في جوانبها كان يصرخ من ندم وتوجع : الكل
شارك في قتلك يا نجار وأنا كنت من الكل ، الكل خان ، الكل باع ...الكل تآمر لإسكات صوتك " الطاهر " وحجم المؤامرة شنيع
والخطوط عريضة البجاحة .
تمسك القلم النازف ، تكتب : انتهت !
في لحظة يأس كافرة ، تخرج مسدسها من درج مكتبها الفاره في تلك الشرفه العالية ، تقف فارسة مهزومة لتنسف رأسها الحائر .
مستوحاه من قصة الكاتبة المنتحرة " أروي صالح "
برؤية مازن
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع