النظافة 2

1-بصراحة

يقول خالد الجندي : اللي بيرمي زبالة في الشارع ده عاوز يتربى" لأنه تربى على هذا المنظر والسلوك المعيب , فعائلته لا ترى

حرجا في إلقاء "الزبالة" في الشارع , ولا ترى عيبا أو سلوكا منافيا للأدب عندما تشوه المنظر العام "بزبالتها " .

ثقافة فاسدة منافية للفطرة قد تربى عليها من يرمي الزبالة في الشارع...يقول الجندي بصراحة : اللي بيرمي زبالة بيئته كده , بيته

ربوه على كده"  ...كم أحب العالم الذي يتحدث عن الواقع المعاش , يناقش مشاكله , ويقترح حلولا لها من القرآن والسنة.

كنت أتمنى أن يكون خطباء الجمعة واقعيين , لقد مللنا من تكرار كلام رنان منفصل عن الواقع , لا يغير في حياتنا شئ...يكفي استخدام

الفصاحة بطريقة منفرة , عندما نستخدمها لتغييب المجتمع عن قضاياه.

واستكمالا لكلام الجندي , فقد حث المواطنين أن يكون لديهم حس المسؤولية , وأن يتعاملوا مع من يخرب البلد -بإلقاء الزبالة -بحزم

وصرامة ...وأن يكفوا عن اللامبالة التي ضيعتنا ...لا تكتفي بالمشاهدة والتأفف , تحرك , وارفض بما هو متاح لك , وبما لا يجلب 

ضرراوفسادا أكبر ...فإذا كانت هناك قوانين لمعاقبة هذا "الزبال" -من يلقي القمامة- فعليك تفعيلها بالإبلاغ عنه ما استطعت إلى ذلك 

...يقول خالد الجندي : دورنا كمجتمع أن احنا نساعد بعض في تربية بعض , ونمسك بيد الفاسد

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ)...يقول الجندي إنه يتوجب على كل مواطن أن يكون "أمنجي"

طبعا كلمة أمنجي ستفسر عند المعارضة محدودة الفكر ,بأنه يدعو أن يكون كل مواطن مخبر ...وهم لا يفهمون ولن تدرك عقولهم

أن الجندي يدعو لعودة الفريضة المهجورة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ...ولكن بصورة لا تتصادم مع ثقافة الشعوب

والأنظمة.

أحدثكم عن تجربة شخصية عن النظافة ذكرتها في مقال سابق عن النظافة , وهي معركة زوجتي , ومحاولتها تحريك المسؤولين

بالمدرسة , والمحافظة لإزالة القمامة من أمام مدرسة بنتنا

في إحدى الأيام "أول يوم في السنة الدراسية" تحديدا ...خاضت زوجتي معركة من أجل التخلص من أكوام 

القمامة الموضوعة قبل باب المدرسة ,.....قامت بالاتصال بالنجدة , ثم المحافظة وقدمت شكوى لهم بسبب

القمامة ...ولم يكونوا ليتحركوا إلا بعد أن أخبرتهم انها صورت أكوام القمامة ...أتوا سريعا وأزالوا القمامة

...دخلت زوجتي المدرسة وتكلمت مع المديرة التي تحججت بأن هذا لا يعنيها ...فهذا خارج المدرسة

مجهود رائع من زوجتي  برغم تراكم القمامة مرة أخر في وقت انصراف الطلاب

2- خلوها أجمل 

صفحة على الفيس عراقية , تهتم بمجال التنمية والإعمار في العراق الحبيب , مقرها نينوى ...وجدت منشورا لها البارحة يحمل

عنوان " هذه ليست قمامتي- هذه بلدي " وهو عبارة عن فيديو يتبرع فيه أحد الشباب لإزالة القمامة من أحد الشوارع في ذي قار

مع خلفية صوتية جميلة تقول ...بدك ترتاح اتعب ...فالراحة مضرة للصحة...والشغل راحة صحية ونفسية ...واللي يقولك ارتاح

...قوله : طب ليش ما بتريح قلبك...قلبك بيضخ 24 ساعة ولما يوقف بتموت .

شاب واحد غير منظر القمامة في إحدى الشوارع فصار المنظر جميلا يبهج العين , ويسعد القلب......كم من الشباب يستكع في

الشوارع دون عمل , بل هو مصدر للقمامة في الشارع ياليتنا نتعلم من هذه المبادرات الفردية الجميلة ...ونغير ثقافتنا ...

ياليتنا نربي أنفسنا على حب النظافة والجمال

3- برده الشباب فيه بركة

25 سبتمبر 2022نشرت صفحة الجزيرة مصر صورة جميلة لشباب متطوعين يقومون بتنظيف النيل من النفايات ...أعجبتني

الصورة , ما أجمل هذه الطاقة التي تبعث الأمل في النفوس بغد اجمل ...طبعا موضوع تنظيف النيل أو الشوارع يحتاج بالإضافة

إلى نفوس شابة جميلة , همتها عالية في الخير ...يحتاج أيضا إلى توعية للمواطن بأهمية النظافة , وأنها جزء من عقيدته 

"النظافة من الإيمان"...وأن النظافة مهمة في حياته كالفلوس . وأن النظافة من مباديء الكرامة الإنسانية ...فلا كرامة لإنسان

متعايش مع -القمامة- ولا يشعر بمشاعر الاشمئزاز ...بل ويشارك في صناعة منظر الزبالة القبيح المؤذي للعين, المنافي 

للطبع البشري المجبول على حب الجمال...ينبغي على الشباب توعية المواطن بأن النظافة في الشارع المصري تعكس سلوك

المصري , وأخلاقه , وثقافته ...وأنه لا معنى لأن يكون البيت نظيفا والشارع مليء بالزبالة ...وأن هذا سلوك منحط آخر. وصورة

للشعب المتردي في أخلاقه وعقيدته .

ينبغي أيضا حتى يكون للمبادرات الشبابية تأثير فعلي , أن يكون هناك قوانين رادعة لمن يلقي الزبالة في الشارع ...أقول رادعة

وواقعية , لا خيالية , وليست طريقة أخرى للفساد وتحصيل الرشاوي