الجمعة ...عيد الصلاة 3

1- الكلمة الطيبة 

يقول الله تعالى (وقولوا للناس حسنا)...الله يدعونا لإطابة الكلام للجميع , ولم يخص المسلمين فقط ...فرحمة الله تسع كل من خلق

...حتى من ينكر فضله ... والدعوة للكلام الطيب , هو نوع من التصالح مع البيئة , ومحاربة للتلوث السمعي الواقع بسبب فساد

المنطق عند الكثير ... فنشر الكلام الطيب تنقية للجو من اللغو , والناشز من الأصوات التي لا تتفق مع ما جبلت عليه الطبيعة من

التسبيح الدائم  .

(وقولوا للناس حسنا) ...دعوة للمسلمين أن يكونوا دعاة حياة , يدعون لحياة الأبدان والقلوب والأرواح...يحببون الناس في 

الحياة بكلمات ترسم البهجة على محياهم , فتنبض قلوبهم بالسعادة ...فالكلمة لها شأنها في الإسلام ...وكم من كلمة أحيت قلوبا

أو أزالت أمما ...فلا تستهينوا بشأن الكلمة وتأثيرها في النفوس

في يوم الجمعة , خير الأيام , وعيد الصلاة ...شرع الله لنا وردا من الكلام الطيب واختص به يوم الجمعة : مثل سورة الكهف 

ومثل الإكثار من الصلاة على النبي - طبعا تلاوة القرآن والصلاة على النبي مشروعة في كل وقت لكن يوم الجمعة من الأيام

الفاضلة التي تتضاعف فيها الحسنات , ويصبح للعمل الصالح فيها طعم أجمل , لاختصاص اليوم بالتعبد , والتهيؤ النفسي

فيه للتعبد , ومراعاة ذلك من قبل الأنظمة والحكومات .

من الكلام الطيب المشروع أيضا يوم الجمعة الذكر والدعاء وصلة الأرحام .

2- آية الكرسي 

من أعظم الأذكار الحافظة , التي تحفظك , وتحفظ من تحب ...آية الكرسي , فلنحفظها ونكررها وندعو الناس إلى حفظها .

أتذكر في الطفولة أن أمي كانت تكرر على مسامعي دائما وأنا خارج للمدرسة خاصة أيام الامتحانات , وتوصيني بقراءة آية

الكرسي , حتى تحفظني من كل شر ...طبعا كعادة الأطفال لم أقدر عظمة الوصية , ومقدار ما تحمل لي من رسائل الحب والود

...كنت أجهل قدر الوصية والموصي ...حتى كبرت , وعرفت أن أعظم الحب دعاء , وأن ترشد من تحب إلى خالق الحب , أن

تحميهم من شرور الكون , بتعريفهم , وإرشادهم إلى صاحب هذا الكون .

ها أنا الآن أحاول أن أحفظ بناتي  القرآن عموما و آية الكرسي خاصة  , حتى يحفظهم الله بحفظه من كل الشرور ...والحمدلله 

أن آية الكرسي من الأذكار التي تتكرر صباح ومساء , وبعد كل صلاة حتى تكون في بالنا دائما.

فليكن الجمعة فرصة للحفظ والتدبر والبحث في آية الكرسي ومعانيها وأسرارها...حتى نحفظ وندرك قدر ما نحفظ.

3- حرب الاستنزاف ...تطور المقاومة 

صحوت يوم الجمعة على أخبار مبهجة من فلسطين الحبيبة , لأعمال بطولية لأبطال المقاومة - مقاومة غير رسمية لأشخاص

قد لا ينتمون بشكل رسمي للفصائل , لكنهم يقومون بدور "العيار الطايش" , الذي قد  يفتك بالعدو , أو يصيبه بالرعب , وفي 

الحالتين انتصار للمقاومة , وإرهاب للمحتل المعتدي.

- عملية طعن غربي رام الله تسفر عن إصابة 8 مستوطنين

-3 عمليات إطلاق نار قرب نابلس والخليل

-دهس جندي إسرائيلي جنوب نابلس

هذا هو الفعل الثوري  الحقيقي , هذه هي المقاومة الذكية التي تطور نفسها , ولا تكتفي بالعويل والشكوى ومطالبة المجتمع الدولي

بالانتصار لها ...مقاومة تؤمن بأن العالم يتعاطف مع الضعيف , لكنه يحترم القوي ...فلابد أن تكون المقاومة قوية بسلاحها 

ليستمع العالم لها ويحترمها .

الحمدلله فإن حماس تطور أسلحتها باستمرار ...هاهي تعلن عن امتلاكها لطائرات مسيرة , كلمة السر في حروب اليوم 

...وهي ليست نوعا واحدا ...بل تمتلك 3 أنواع مصنعة محليا وهي: "أبابيل والزواري وشهاب".

-أبابيل مصنعة من 2014...نفذت أول طلعة لها فوق وزارة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب

-شهاب النتحارية أعلنت عنها حماس في معركة 2021 ...استهدفت منصة الغاز قبالة شواطئ غزة, ومصنع الكيماويات في مستوطنة

نير عوز

-الزواري الاستطلاعية نسبة للمهندس "التونسي " محمد الزواري

4- سعود الشريم -30 سبتمبر 2022-

سعود الشريم إمام الحرم المكي ...أحل هذا الرجل جدا , فصوته الجهوري يشعرني بعمر , وقوة عمر في الحق ...فصوت الشريم

الجهوري مع ثباته على مبدأ الحق , وعدم نفاقه في خطبه لأي ملك من ملوك آل سعود قد كساه هيبة ووقارا ...وأعطاه شيئا من روح

الفاروق ...الذي فرق بين الحق والباطل بحزم وقوة.

غير أن الشريم لم يكن من العلماء المشاغبين , الذين يعادون السلطان جهرة ...بل اختار أن يكون هذا العالم الأديب ...الذي تسمع 

خطبته فتستمتع  من بلاغته , وتستفيد من رسائله الضمنية ...دون نفاق أو صدام