وليال عشر
وليال عشر
1- أوصيكم بالفرح
في مشهد من مسلسل "السنونو" للعملاق الفنان ياسر العظمة . كانت الوصية الخالدة : أوصيكم بالفرح وصنع السعادة وترك
الحزن....لكن ما علاقة هذه الجملة بحدث دخول العشر الأوائل من ذي الحجة ...والإجابة ...أنه لا يمكن لإنسان حزين أن يعمل
أو يفكر , بل إن الحزن والخلافات من أسلحة إبليس , ليشغل العبد عن ربه , وينشغل بحزنه وهمه , وينشغل بالخلافات والأحقاد
والعداوات والكراهية بينه وبين إخوانه , فيصبح الخصام والخلاف سببا في همه وحزنه وقلقه وعدم شعوره بالأمان ...ولا يكون
متفرغا للتفكير الإيجابي والإبداع في حب الله .
أعزائي القراء ليس هناك شعور أجمل من شعور الفرح والتصالح لنستقبل به هذه الأيام المباركة ...الفرح عبادة , والفرح بأيام
الله , ومواسم الطاعات هي قربى وعبادة ...فلنفرح , ونكبر , ونحمدالله على أن شرفنا بالإسلام دين الفطرة , فكم من الناس يتمنى
هذه النعمة العظيمة "لو كانوا مسلمين" وما خلق الله المسلم "ليشقى" بل ليفرح وينشر دعوة الفرح والتفاؤل والتعايش بين
الناس,...ليفرح ويتعاون مع الجميع لخلق مدينة أفلاطونية واقعية وليست وهما وأمنيات
ليفرح ويتوقف عن الشكوى واليأس والإحباط ويبدأ في صنع السعادة له ولمن حوله وما حوله من كائنات .
2- كلام المحبوب
إذا أحببت شخصا كان كل كلامه محبوبا , كأنه البلسم الذي ينزل على القلب فيشفي جراحه ويداويه , وكأن له وقع السحر
على روحك فتحيا الروح وتشرق ...ولله المثل الأعلى ...فحب المؤمن لله أعظم من كل حب , والتضحيات في هذا الحب
لا مثيل لها , حتى إن العقل ليذهل من عبقرية المحبين لله ...كيف لهم أن يقدموا كل هذه الآيات والمعجزات في حبهم لله
...انظروا إلى عشق المحبين لكلام ربهم , كم كتبوا في أسرار هذا الكتاب من مجلدات , تأملوا وتدبروا ونقبوا في أسراره
وكنوزه فنالوا شرفي الدنيا والآخرة , وأشرقت الدنيا بأنوار هذه الكنوز , وسعدت البشرية بفضائل وقيم مخبوءة في هذه
الكنوز...تدبروا فسعدوا وأسعدوا , وشاركوا في خلق جنة الله على الأرض .
هذه الأيام العشر فرصة لتدبر الآيات , واكتشاف أسرارها وكنوزها ...وأنصحكم بمتابعة القنوات الدينية الكثيرة الموجودة
على "النايلسات" ...وهي قنوات لو اهتممنا بسماعها وحذفنا ما سواها لرأينا العجب العجاب في أخلاقنا وديننا ...
هناك قناة الناس , الكتاب, اقرأ , الرسالة , قناة القران والسنة السعوديتين , المجد , الرحمة , تناصح , مودة, محبة , زاد
وغيرهم كثير, وكلهم مفيد جدا في موضوع التدبر للقران والسنة
كما أنصح بعلماء ودعاة عباقرة في التدبر مثل فاضل السامرائي , خالد الجندي , عمرو خالد وغيرهم كثييير
3-عبادة الليل والنهار
كثيرا ما كنت أقول أن الظهر والعصر صلاتان سريتان , ومن أسرار الحكمة في ذلك ,أن يكون العمل في صمت هو أساس
أعمالنا , عمل دون ضجة أو شو ...إلا إذا كان العمل يستدعي الإشهار والإعلان لتحقيق القدوة مثلا
فلنعمل في صمت , فلنعمل دون شكوى أو تململ , فلنعمل ونحن نستمتع بكل لحظة تعب , فلنعمل بشغف ...فالعمل إذا كان
لوجه الله أصبح عبادة ...حتى يصبح التودد والتلطف للزوجة شكل من أشكال التقرب لله .
يقول عمرو خالد في المفاضلة بين العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة , نقلا عن العلماء الربانيين
أن ليالي العشر الأواخر هي الأفضل والأغلى على الإطلاق ...ففيها ليلة القدر المخبوءة ...وفي إخفائها جمال وأي جمال
...ففي إخفائها حث على الاجتهاد في العبادة في الليالي العشر ...دعوة لتواصل العبادة الليلية دون ملل , ومن ذاق طعم
اللقاء الليلي بخالق هذا الملكوت البديع ...لم يفرط في لحظة من لحظات اللقاء , من ذاق اشتهى المزيد , فلا يلقي بالا
لعلامات ليلة القدر ...في أي ليلة كانت , وهل هناك قدر ورفعة وشرف أعظم من أن تعي تلك الفرصة المتاحة دوما
من رب العالمين ...وتلك الدعوة المجانية "للخلوة في حضرته" وأن تطلب منه كل ما تريد وتشتهي ...أي شرف وعظمة
متاحة لنا ...فهل نبحث بعدها , ونطلب وقت محدد للقاء بحجة "الانشغال " ...فلتكن العبادة الليلية إذن منهج حياة.
...لكن العشر الأواخر من رمضان هي الأفضل في لياليها ...غير أن العشر الأوائل من ذي الحجة هي الأفضل في نهارها
...عبادة النهار بالعمل الصالح من عبادات كالصلاة , والصيام, والصدقة , والبر, والإحسان في عملك "شغلك" الذي تتعيش
به ...مواسم الطاعة موجودة في كل لحظة ليل نهار فحي على العمل , حي على الحب, حي على الحياة
4-علي صوتك
يقول العالم خالد الجندي : ارفعوا صوتكم بالتكبير, متتكسفوش...مينفعش تتكسف من دين ربنا , ولا انك تعلن للعالم انك مسلم
...انتهى كلامه ....فعلا لماذا نخجل من التكبير ؟ ولا نخجل من الغيبة والنميمة والكذب ورفع الصوت في الغضب والأغاني ووو
...ربما تكون الحكمة من الجهر بالتكبير هي رفع الخجل من حب الله , وإعلان هذا الحب للعالم.
أنا فعلا أخجل من رفع الصوت بالتكبير, وأشعر أنني إن فعلت ذلك نظر إلي الجميع باستغراب , وأصبح بينهم غريبا , وربما ضحكوا
أو سخروا , أو توقعوا مني بعد ذلك العصمة , وأصبحت في أعينهم "مولانا".
لكن لابد أن أجرب , ولو بدأت بصوت أقرب إلى الهمس , ولو بدأت بين عائلتي الصغيرة ثم الكبيرة, ولو كبرت مرة واحدة فقط
5- التعامل مع كبار السن
كرجل أعتقد أن التعامل مع النساء والأطفال وكبار السن يعلم الصبر , في الحقيقة أن التعامل مع الآخر المختلف يعلم الصبر
عموما...وبالنسبة للتعامل مع كبار السن فهذا مجال يحتاج منا إلى الصبر وطول النفس وسعة الصدر ...يحتاج إلى جهاد شاق
مع النفس , حتى أقل الكلمات التي تشعر بالضيق , نحن منهيون عن استخدامها "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما"
التعامل مع كبار السن يعلم اللين والتلطف والرحمة ...فأنت تتعامل مع ضعف بعد قوة , قد لا تستفيد من العجوز شيئا من
مصالح الدنيا , لكنك حتما ستستفيد القرب من الله , من روائح الجنة , وتزرع خيرا تحصد ثماره في مستقبلك , عندما ترد إلى
أرذل العمر مثلهم...أذكركم بهذا العمل لتقصيري في حق جدتي ...اسأل الله أن يقدرني على برها وإكرامها
6- تعرفوا على الإسلام يا مسلمين
عزيزي القارئ : ماذا تعرف عن الحج , ومواقيته, ومناسكه , وأركانه , وواجباته , ومحظوراته ؟ ووو...في الحقيقة أننا
نعرف الكثير عن الدنيا ومتاعها ومتعها ...ونجهل أبسط المعلومات عن الدين والآخرة ...والإنسان مجبول على حب الفضول
والتعرف على ما يهمه , والزهد فيما لا يعنيه...فهل آن لنا أن نجعل الدين في دائرة اهتمامنا حتى نفوز بالدارين "الدنيا والآخرة"
.... في كتاباتي أميل إلى ربط حياة المظاهر والصور بحياة المعاني والقيم ...حتى في مواضيع قد تبدو صعبة على الربط
وبعيدة عن اللقاء, لكنني أؤمن بأن حياتنا لا معنى لها بدون القيم , القيم في كل شئ.
نحن جيل محظوظ ...لأننا شهدنا اختراعات بشرية تسهل للجميع الحصول على المعلومة ...نعم هناك جانب سئ لهذه التقنيات
لكن يبقى أن جنود الله "علماء ودعاة وعباد ربانيون" موجودون في كل مكان , في كل اختراع , ستجدهم في الشواطئ والفن
والألعاب الرياضية .
فالحمد على وسائل التواصل الاجتماعي التي سهلت الوصول لجنود الحق والخير والسلام والحب , ودعاة الحياة والحرية
واستطاعت التطبيع بينهم وبين العامة , ليعرفوهم على الله والإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة , بالصورة الجميلة , والفيديو
الراقي الذي يهذب الروح وينقيها ويعرفها بخالقها, ويربطها بالسماء .
وأخيرا ...أنصحكم باقتناء مجاة الأزهر فهي مكتبة مستقلة بذاتها...كما أنصحكم بمتابعة برنامج أغلى أيام الله للرائع عمرو خالد.

تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع