التربية الصح 1
التربية الصح 1
كلنا متربيين أحسن تربية ...أومال الأمة ضايعة ليه؟...عشان النظام ...الجملة الشهيرة المضللة الفاسدة التي قيلت في الفيلم
المصري "فيلم ثقافي" لتؤسس ثقافة وعقيدة عدم تحمل المسؤولية عند الشعوب .
أيتها الجموع الهادرة : العيب مش فيكم , العيب في النظام....
هكذا يتعامل الآباء مع فسادهم , العيب مش فينا , العيب في النظام ...وهكذا يربي الآباء أبناءهم: انت مش مسؤول عن
الإصلاح في بيتك , مدرستك , ناديك ...أنت مجرد طفل يستحق أن تخلق له السعادة ,لا أن يسعى لخلقها ...ويكبر هذا الطفل ليكون
زميلي الطبيب الذي يزعم أنه غير مسؤول عن توفير مستشفى آدمية , وخدمة طبية كريمة للمريض ...هذه مسؤولية النظام
ويصبح كل همه ...كيف أستفيد من هذا المريض لأعيش على حسابه , ويعيش أولادي حياة مرفهة على حساب هذا المريض
المقهور .
أرجوكم ربوا أبناءكم ليكونوا مصلحين لا صالحين ...مصلحين لا صالحين...مصلحين لا صالحين
1-الملكة رانيا
سألت أوبرا وينفري "من أشهر المذيعات في العالم" ملكة الأردن رانيا : كيف تربي أبناءك وهم أمراء؟؟؟؟؟؟
أجابت الملكة رانيا فكان الجواب صادما : الخدم ممنوع أن يدخلوا غرفة أولادي , أو يرتبوها , أو يغسلوا أطباقهم
وممنوع أن يطلبوا من الخدم كوب ماء أو عصير , يجب أن يجلبوه بأنفسهم , ويرتبوا غرفهم وألعابهم ويغسلوا أطباقهم...
ويحضروا لأنفسهم الماء والعصائر , كذلك ممنوع الألعاب والهدايا إلا بالعيدين فقط , وأعياد ميلادهم
حتى دراستهم غرست فيهم أنه شأن يخصهم فقط
وكذلك الولد يجب ألا يعتمد على الزوجة والأم والأخت حتى لا يصبح اتكاليا على الآخرين
...لا تعمل لطفلك شئ يستطيع إنجازه بنفسه ,لأنك بذلك تعلمه الاتكالية بدلا من الاعتماد على النفس...بذلك تصنع طفلا
معاقا نفسيا وفكريا
العمل وخدمة الذات ليست عيبا...العيب في الإتكالية وعدم الاعتماد على النفس
أرجوكم لا تصنعوا معاقا في البيت
2- الكلمة
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) ...أمرنا الله بالكلام الطيب , الذي يداوي الروح , ولم يقتصر الكلام على المسلمين فقط , بل جعله
للناس عموما, علما بأن من الناس من هو محارب لله , يتودد الله له بالنعم , ويتبغض هو لله بالمعاصي, لكن الله يأمرنا بأن
نسمعه الكلام الطيب , وهذا أيضا من تودد الله له ...بل لقد أمر الله كليمه بأن يلين القول لأشد الناس كفرا وكبرا ...فقال لموسى
وهارون عليهما السلام (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) ...القول اللين لمن ؟؟؟؟لفرعون عليه السلام , والمعارضة
العربية اليوم ترفض الإنصاف مع حكامها , الإنصاف لا إلانة الجانب... ولو أرادت المعارضة الحق لا الهوى لاتبعت كلام
الحق في التعامل مع الخصوم , لكنه الهوى ...طبعا استثني من ذلك المصلحين المنصفين , وقناة الجزيرة الحبيبة التي تتصيد
الجمال الأخلاقي في كل حدث , ومع كل الناس ولو كانوا يهودا صهاينة.
القول الحسن يشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...أحدثكم مثلا أني عندما أستقل سيارة أجرة , ويكون صاحبها
مدخنا... أتصنع الضيق و"الكحة" ...وأخبره أني مصاب بالحساسية حتى يطفئ السيجارة.
من أساليب التربية الجميلة التي استوقفتني هو تصرف تلك الأم مع أولادها عندما ينطقون بكلمة سيئة ...فتأمرهم أن يتمضمضوا
...لتغرس في نفوسهم , أن الكلمات السيئة تترك قذارة مادية في الفم مثل بواقي الطعام, فيكبروا وقد عرفوا قيمة الكلمة
وأدركوا أن الكلمة الخبيثة شر في المعنى والمبنى , وأن الكلمات السيئة التي لا نلقي لها بالا هي شئ مستقذر تؤذي القلوب
والأسماع , وتؤذي من قبل فم صاحبها , وروحه , وجسده
3- صافي
1-خاتم الجنة
عندما ذهبت لإيقاظ بنتي الجميلة صفاء , وجدت في إصبعها تلك المسبحة الإلكترونية , أو كما أحب أن أسميها دائما...
خاتم الجنة ... وما أغلاه من خاتم في إصبع البنت يحميها من شرور الحياة ...شعرت بالفرح ...فأجابتني زوجتي بأنها اعتادت
الذكر كل ليلة , كوسيلة تطمئنها حتى تدخل في النوم ... كم شعرت بالسعادة من عادة بسيطة كهذه من قرة عيني صافي , ذات
الربيع الثامن ...أنا وزوجتي نحاول غرس قيم الإيمان في طفولة بنتينا , وخلق ذكريات لهن مع رسالة الإسلام ...حتى لا يصبح
الإسلام في حياتهم مجرد منهج دراسي , لا يدخل في المجموع , مادة غير مهمة ...ولا نريد للإسلام حتى أن يصبح مجرد
مادة دراسية لا علاقة لها بالواقع ...بل نريد أن يكون الإسلام منهج حياة , وحل لجميع مشاكلنا .
2- الجريئة
برغم أنه كان مجلسا للعائلة , يتواجد فيه الكبار , ويتبادلون أطراف الحديث ...إلا أن صافي لم تخجل من قراءة القرآن بصوت
عال , ولم يحبطها انشغال الناس عنها , بل استمرت في التلاوة ...انتبهت لها ...أجلستها بجواري , أصغي لها , وأنا سعيد بجرأتها
وإصرارها على الاستمرار في التلاوة رغم اختلاط الأصوات , والكثرة الغافلة عنها .
نعم لتشجيع الأطفال بتلك الأعمال الصالحة ...والتوجه لله بالدعاء , والإلحاح فيه
(...ربنا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)
4- الصلاة والأطفال
بالمنطق الطفولي ...كيف نستطيع إقناع أبنائنا بالصلاة ...في الحقيقة نحن نحتاج أيضا إلى من يحدثنا عن الصلاة , فالكلام عن
شئ يعلقنا به , ويملأ خواطرنا بأفكار تقربنا وتحببنا فيه ...معلش ما هو كلنا بنصلي , لكن مش بنستمتع بالصلاة ...عشان احنا
بنعملها تأدية واجب بلا مشاعر ...كيف إذن نصنع بيننا وبين الصلاة مشاعر وذكريات , ونعلم أطفالنا ذلك
يمكننا مثلا أن نقارن بين الصلاة الإسلامية المعروفة بحركاتها وبين رياضة اليوجا الروحانية ...تقول د ربى الجندي "مدربة تربية"
إن الصلاة في حركاتها أشمل من رياضة اليوجا ...وأنها تساعد الجسم على استعادة ...وأنا أرى أيضا أن وضعيات الصلاة من
الوقوف وما يحمل من التهيؤ لجلال الموقف , وامتلاء النفس بالهيبة والتعظيم لله الخالق صاحب القوة المطلقة , خالق الروح
القادر على مداواة الروح , وإصلاحها بعد أن لوثتها الحياة ...الوقوف حركة أشمل وأكمل من الجلوس في اليوجا
ثم يأتي الركوع والسجود وتهيئة النفس والمشاعر بالتذلل والخضوع لرب الروح والمشاعر ...ألا يقولون أن النفس البشرية
تواقة لكشف ضعفها وحاجتها ونقصها أما من تؤمن بأنه يمتلك القوة , ولهذا فهي دائمة البحث عن إله تعبده , تشكو له حاجتها
...سنرى أن حركات الصلاة من ركوع وسجود وجلوس كلها إعلان صريح عن الخضوع الكامل والتذلل والحاجة واللجود للصمد
-في مقارنة أخرى مع رياضة التأمل أو الmeditation سنرى أن روح الصلاة هي الخشوع ...وهو معنى أشمل من التأمل
...ملحوظة : حتى تتم المقارنة ينبغي أن نعرف أولا ما هي اليوجا , وماهو التأمل ...وإذا استطعنا ممارستهما , فهذا سيساعدنا
بلاشك في التعمق وفهم الصلاة ...المسلم ينبغي أن يمتلك الفضول في المعرفة لثقافات العالم ...أن يكون جميل الفكر , منفتح
العقل على العالم ...إذا أردت أن تفهم القرآن المكتوب فعليك أن تعرف وتتعرف على القرآن المنظور في كل الكون حولك
5- القصص
ومن وسائل التربية "الصح" سرد الحكايات والقصص لأطفالنا , فالقصص تشكل شخصية الأطفال بل وحتى الكبار...هاأنتم
ترون تأثير الدراما الفاسدة على أخلاق المجتمعات المسلمة , وكيف انحدرت أخلاق أولادنا وبناتنا بسبب تعلقهم بأبطال مزيفين
وتقليدهم لهم ...لن أذكر أمثلة لهؤلاء الأبطال فذكرهم دعاية لهم , ولا أنوي أن أكون جهازا إعلاميا لهم.
زوجتي الجميلة تحكي لبناتي قصص من مجلة العربي الصغير , ومن كتب أخرى مثل كتاب حنان لاشين الرائع "كوني صحابية"
ومن أثر الحكايات على ابنتي أنها أجابت على سؤال في إحدى البرامج عن "الصحابي ذو الجناحين" ...بادرت بالإجابة : جعفر
بن أبي طالب ...سمعت عنه في "كوني صحابية" .
يقول د عبدالله السمان "مؤسس مركز التنمية الإنسانية للاستشارات الأسرية و عضو فريق مقياس الاستعداد
الأسري "للزواج" و دكتوراة في الإرشاد النفسي" :
جميلٌ أن يحرص الأب والأم على قراءة قصص القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير الأنبياء والمرسلين والصحابة
وسير الأعلام بأسلوب مبسط يتناسب مع كل مرحلة عمرية من أبناءهم ، كي يتأسوا بهم ويشعروا بالفخر بتاريخهم ،
ويمكن أن يتم من خلال ذلك حوارات لطيفة تقرب الوالدين من أبناءهم
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع