أنا والفن 1
أنا والفن 1
1-مشهد الفرح
أولا
مازالت كلمات دنيا في مشهد فيلم الفرح مع باسم سمرة , درسا لي , ولمن فقه ماوراء السطور ...مع العلم بأن أعداء الأخلاق
أكثر ذكاءا من كثير من الغافلين الذين يتابعون كل غث وسمين , ولا يفرقون بين رسائل الخير والشر...هم فقط يحشون عقولهم
بأي شئ, بلاهدف , بلا وعي.......لكن أعداء القيم والفضيلة متيقظون , منتبهون ....أذكر وقتها أن مجلة من المجلات المصرية
...تكتب فيها أيادي النفاق والشر , قد انتبهت لأفلام تحمل في طياتها رسالة أخلاقية لثنائي من الفنانين المحترمين ...فيلما الفرح
وكباريه ...طبعا يكاد أصدقائي يتهمونني بالجنون عندما أعتبر فيلم كباريه هادفا , ويحمل رسالة أخلاقية ...لكن المنافقين أدركوا
هذا , فحاربوا أصحاب العمل حربا ضروسا , واتهموهم بمحاولة نشر الفضيلة والإسلام؟؟؟؟؟
مع المشهد
باسم سمرة في أحداث الفيم يحاول إغواء دنيا , تلك الشابة الفقيرة التي شبت ووجدت نفسها مسؤولة عن أم وحيدة دون
زوج وأطفال صغار ضعاف ينتظرون المأكل والمأوى ...دنيا الشابة التي فتحت أعينها على واقع أليم ...فتقنعت بالذكورة
في ملامحها لتواجه ذئابا لا ترحم ضعف الأنثى ...دنيا التي أخفت أنوثتها ...لكن باسم "حسن" الصياد أدرك تلك الأنوثة
المتخفية...ولعب على أوتار مشاعرها بالكلام المعسول ...ثم حاول استدراجها "لإحدى الخرابات" لينهش فريسته...
لكن دنيا ترفض تصرفه الرخيص , واستهانته بها ...بعد أن ظنت أنه محب ولهان طاهر الحب ...لكنها تفاجأ بذئب مسعور
تقول دنيا سمير لباسم سمرة وهي تطعنه : ارتحت, مبسوط كده , موت بقى يا دكر
موت , مش انت اللي طلعت البت اللي جوايا, وخليتها تلبس لك حلق , وتحطلك احمر...ضيعتني , ضيعت امي واخواتي
...ليه, ده انت الراجل الوحيد اللي بل ريقي بكلمة حلوة...كنت عاوز مني ايه يا اسطى, كنت عاوز مني ايه ...تكررها
مع صفعه بالأقلام , وهو يسيح في دمه....50 جنيه و100 جنيه ...بتبيع وتشتري فيا ..فاكرني من اياهم يا ...
-مش انت اللي طلعت البت اللي جوايا
شبابنا هداه الله , ذلك اللاهث خلف شهواته , الأناني الذي لا يفكر إلا في تحقيق ملذاته , كما تربى على يد أبوين غافلين
...هؤلاء الشباب الباحثين عن الملذات بالنظر غير المقيد , أو المحكوم بالحقوق , وحدود الأدب .
قد أوصانا الله بغض البصر للرجال والنساء
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)
(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)
دائما ما أقول أن غض البصر شرعه الله ...لأن ..."حقوق الجمال محفوظة"
وأسرار الحكمة التي من أجلها أمرنا الله بغض البصر كثيرة ...ولعل من أهمها ما قالته دنيا لباسم " مش انت اللي طلعت
البت اللي جوايا"...نعم ...إطلاق البصر تجاه النساء هو نوع من الغواية لهن , لأنك تدغدغ الفطرة الأنثوية عندها , في أن
تكون الأجمل ...فإطلاق البصر يدفعها للتزين , والمزيد من التزين لكي تكون مختلفة عن باقي البنات , لتكون الأجمل
مش انت اللي طلعت البت اللي جوايا, وخليتها تلبس لك حلق , وتحطلك احمر.
باسم لم يعدها بالزواج , ولم يكلمها عنه , ولم يتقدم .....كل ما فعله أنه نظر , وأمعن النظر , وبصبص, ثم بصبص
وركز فيها , وخاطب بنظراته أنوثتها التي كانت تخبئها عن الجميع , تخبئ أنوثتها وجمالها عن الجميع , لتحمي نفسها
من عيون الذئاب الطامحة الجائعة ...لكنه تسلط عليها بنظراته , ونادى فيها أنوثتها , وهز مشاعرها , وزلزل عواطفها
....صرخ فيها بدون صوت , أغواها في صمت , دعاها إلى حلم الجمال ...فتزينت ولبست الحلق , وجعلت من شفتيها
"مارشميلو شهي" ...إنها خطوات الشيطان ...فالنية عندها بريئة المقصد... إظهار جمالها , لمن قدر جمالها واكتشفه , رغم
إخفاءها له ...ساعية خلف حلم الزواج والحماية والأمان
تلك الغافلة عن طبع الرجال الطامح الطامع , والطموح والطمع ليس سبة في الرجل , ولكن لابد للأنثى أن تعرف فطرة الرجال
, وطبائعهم التي خلقهم الله بها , لتعرف كيف تتعامل مع تلك الطبائع , فطريقة تفكير الأنثى جوهرها الحياء...هكذا أرادها
الله ...وتفكير الرجل في المرأة قد يكون في مجمله جريئا . .. ولكن برقي وتهذيب ومعرفة للحدود. يعرف الرجل ما يحل
له ومالا يحل
تربية المرأة للرجل
..ويقع على عاتق المرأة أن تتعلم كيف تربي الرجال حولها فكريا , ليعرف الرجل حده, وماله وما عليه
وكما أقول دائما "عقل الأنثى للجميع , وزينتها لواحد" المطلوب من الأنثى مخاطبة العقول لا الغرائز
نعم...لابد للأنثى أن تعرف أن التزين مخاطبة لغريزة الرجل الجنسية , إذن ...لا يكون التزين في الشوارع , حتى لعامل النظافة
مجانا ...ثم نتهم الرجال بالبصبصة والعين الزايغة , وأنتن تربين عيون الرجال على الخيانة بالتزين المجاني لهن
لايريد المجتمع من الأنثى سوى دينها , وأدبها , وفكرها ...أما الزينة فهي لرجل واحد .
ومع ذلك فإن الشرع لا يلغي الطبيعة الأنثوية وشغفها بالزينة...ولا يريد من أتباعه أن يكونوا "مبهدلين في نفسهم"
لكن هي الأناقة بحشمة , والتجمل العفيف , والذوق الراقي الذي يلقي في القلوب أمانا وطمأنينة وحبا للجمال دونما فكر سيء
النظرة غواية للنساء
ثم إنه لابد للرجل أن يعرف أن طلاق البصر إغواء للأنثى. ..فتوجب عليه غض البصر , حتى لايرى في النهاية
النساء اللواتي أغواهن مسترجلات في جرأتها وفطرتها , فيضيع هو , ويفقد ثقته بالنساء اللواتي أفسدهن "بنظرة"
...وكلما أطلق البصر , أعجبت المرأة بجمالها , واهتمت به, وانشغلت بأن يستمر ويدوم , لهذا الناظر ...لهؤلاء الناظرين
...ستصرف المرأة الوقت والجهد والمال في سبيل أن تظل الأجمل في نظرك , في نظرهم ...وثم ...انتظر قليلا ...فكر شوية
هناك بالفعل تضييق على فكرة التعدد للرجل .....ولكن ...ولكن ...ولكن ...نحن بنظراتنا للنساء , نصنع نساء تلهث وراء التعدد
لنفسها ...في أسوء صورة لتشوه الفطرة , وانتكاستها ....المرأة تطالبك بالأخلاص لها , وتحل التعدد لنفسها
هذا ما صنعته نظراتنا بالنساء
*قضية تحرير المرأة
هو عنوان باب من الكتاب الرائع " واقعنا المعاصر" للشيخ العلامة محمد قطب رحمه الله , وقد سمعت محتواه وأنا تقريبا
في المرحلة الابتدائية في السعودية , أي أنني تربيت على أمثال هذه الأنواع من المواد الأخلاقية , شديدة الوعي منذ الصغر
...والحمدلله ...فكان من الصعب خداعي بعد ذلك بعتاة السحرة في العالم العربي , ولم أتأثر يشبهات المنافقين المزلزلة ...
التي تترك الحليم حيرانا...ولم أتأثر كذلك بجماعات التدين السطحي التي تشكو من فساد العالم كله , وتغفل في نفس الوقت
عن عوارها وضلالها - تجدون المحتوى السماعي لهذا الباب على اليوتيوب - وأنصحكم بسماعه بشدة
...في هذا الباب يتحدث الكاتب الرائع بأسلوب لا يمل سماعه , عن خطوات إفساد المجتمع المسلم بالمرأة المسلمة نفسها
وجعلها أداة لهدم قيم المجتمع , وأخلاقه , وجعله مشغولا بسعار جنسي لا ينتهي ...ما بين امرأة منهمكة في شغل الرجال بها
إرضاء لغرورها , وتغذية الرغبة الملحة المتقدة دوما للأنثى في المديح والغزل , وإشناف الأذن بمعسول الكلام ...وكل هذا
في إطار الفطرة الأنثوية المجبولة عليها .
لكنها تكون محمودة بل ومطلوبة إذا كانت في إطار الزواج , وإسعاد رجل مسلم في بيته ...وإشباعه عاطفيا ,
وإرضاء حاجة فيه ...أساسها قبول الأنثى له , وفرحتها بتغزله فيها , وإخلاصها له , ووقف سمعها
وبصرها وكلها عليه فقط دون رجال العالم ...فيشعر بالأمان وينطلق لإعمار الأرض بكل نشاط وحيوية

تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع