مازن ... رحلة حياة 11
مازن ... رحلة حياة 11
1- الهند
مع اضطهاد المسلمين في الهند , والإساءات الموجهة ضد شخص الرسول الكريم , وجب علينا كشعوب وحكومات مقاطعة
الهند اقتصاديا , وطرد العمالة الهندية الموجودة في الخليج , تنعم بخيراته, وتعيش في ظلال العدل الإسلامي "بشكل نسبي طبعا"
لأننا كمسلمين لا نطبق الإسلام كما ينبغي...إذن المقاطعة والضغط بورقة العمالة مطلوبة حتى ولو على مستوى الأفراد...ولكن
هل هي كافية لوحدها ...بالطبع لا ...إذن ما المطلوب أيضا ...المطلوب هو ما أؤمن به دائما ...التواصل المستمر مع وجود فكرة
العقوبات , ولكن ينبغي علينا التواصل للتعرف على الهند التي كانت يوما جزءا من جسد الأمة , أضعناه كما أضعنا روسيا والصين
وإسبانيا بسبب ضعفنا وذنوبنا, فجنينا ولم نزل الذل والهوان والقتل والتشريد.
المقاطعة لوحدها ليست حل , فأعداء الإسلام في كل مكان فرنسا روسيا أمريكا وووو....وليس من المعقول مقاطعة الجميع , ونحن
ضعفاء لا نمتلك سلاحا يحمينا ,أو يحمي أبناءنا في هذه الدول
المقاطعة وحدها ليست حلا ونحن أمة نبيها مرسل ليكون "رحمة للعالمين ", ونحن رسل رسول الله , والواجب علينا أن نتعرف
على الشعوب والثقافات المختلفة لنوصل لهم رسالة الرحمة الربانية للعالمين , نحن مأمورون بالتعرف والتعارف
"لتعارفوا" .
كما أننا أسأنا للرسول وللإسلام قبل العالم وذلك بهجرنا كلام الله ورسوله , وتقديم كلامنا وكل كلام على القرآن والسنة
وبالتالي ...بلاش تشنج وحزقة كدابة ...ولنجلس لمراجعة حياتنا ومحاولة إصلاحها , ثم لنتعرف على الثقافات والشعوب
...ليساعدونا في اكتشاف الأنوار المحفوظة في كتبنا ...اكتشاف "الكنز" وكلمة السر التي فيها سعادة العالم
2- مشهد الفرح
أحب الفن النافع , الذي يرشدني إلى السعادة الحقيقية , لا سعادة المخدرات الفكرية الخادعة ...تعلمت وربيت نفسي , وهذبت
مشاعري بكثير من المشاهد والأعمال الفنية , لا أحب التشنج والمواقف المتطرفة , موقفي من الفن ..وسط بين فريقين ...
أحدهما يحرم الفن نهائيا , ولو قلت لهم , وجاز أن أقول أن القرآن والسنة "أعظم عمل فني" ...., وأن الخطاب فيهما
يعتمد على تحريك المشاعر والعواطف بلغة راقية , فيها من كمالات البلاغة ما أعجز البشر, وأضاء الدنيا بأنوار الرحمة
والحب والسعادة والرقي... أي أن الفن أسلوب أصيل من أصول الدعوة , فكيف يكون حراما.
...أما الفريق الثاني فلا يرى في الفن قيد أو حدود , حتى لو تجاوز الفن حدود اللياقة والأدب , وتعدى على المقدسات
وشرائع السماء ...وهذا تطرف في الانحلال والتفلت من كل قيد , واتباع الهوى.
سأسرد لكم , ما شاهدته , ومازلت من الفن العجيب , الذي يصلح أن يكون في مقام كلمة إصلاحية , أو رسالة إيجابية
تصلح لتربية الأمة , لو ركزنا على ما تحتويه من رسائل , تخدم القضايا الأخلاقية
....و سأبدأ بمشهد قريب من قلبي جدا
فيلم الفرح: في فيلم الفرح مشهد مازال يبكيني , كلما رأيته , ولا أمل رؤيته , واكتشاف جمالياته ...انه مشهد دنيا سمير
غانم وباسم سمرة ...المشهد فيه كثير من الجوانب ساناقشها لاحقا , ومنها نظرة الرجال والنساء لبعضهم البعض وما يشوبها
من ثقافات بعيدة كل البعد عن الحق والصواب.
لكن ما أريد ذكره هنا هي كلمة دنيا وهي تطعن هذا السارق للأعراض , فتقول : ارتحت, مبسوط كده , موت بقى يا دكر
موت , مش انت اللي طلعت البت اللي جوايا, وخليتها تلبس لك حلق , وتحطلك احمر...ضيعتني , ضيعت امي واخواتي
...ليه, ده انت الراجل الوحيد اللي بل ريقي بكلمة حلوة...كنت عاوز مني ايه يا اسطى, كنت عاوز مني ايه ...تكررها
مع صفعه بالأقلام , وهو يسيح في دمه....50 جنيه و100 جنيه ...بتبيع وتشتري فيا ..فاكرني من اياهم يا ...
3-السهر
أجيال تشوهت فطرتها كلما اخترعت الإنسانية وسائل أكثر تطورا لرفاهية البشر, وتسهيل الحياة على الناس...لعل هذا
يبدو أوضح وأكثر انتشارا في عالمنا العربي , وفي الشعوب العربية التي تركت الإسلام منهج حياة , واستبدلته ...ب
"ما وجدنا عليه آباءنا" ...وما استحدثناه من ذنوب , وما تفننا به من معاصي مع كل وسيلة تقنية جديدة ...لقد عرفنا
كيف نعصي الله بطريقة جديدة مع كل اختراع - ولا حول ولا قوة إلا بالله-
انظروا مثلا لحال الشباب والبنات مع الكهرباء وما ارتبط بها من وسائل ترفيه وتضييع وقت ...كيف تحول ليلهم نهارا
ونهارهم ليلا... كيف تشوهت الفطر , وأصبح الصح غلط , والغلط عاديا وطبيعيا.
وأستغرب كيف لهذه الأجيال أن تكون أباء , وتستطيع التربية , وهم في أنفسهم ضائعون , حيارى ...لا يريدون الهداية
...ولا يريدون نصائح أصحاب الفطر السليمة ....لم يكن موقف الأقوام البائدة من رسلهم إلا هكذا ...إلف للمعاصي
وبغض لكل ناصح, وهذا هو حال الشعوب العربية اليوم ... تعود على الخطأ , حتى أنه لم يعد خطأ أو غريبا ... واستغراب
للصحيح والحق , وما يوافق الفطرة .
لقد شرع الله صلاة الفجر قبل طلوع الشمس , ليكون المسلم أعبد من الشمس , والمخلوقات المسيرة
وشرع هذا التوقيت لا ليسهر حتى يصل إليه , ولكن ليكون موعد استيقاظه , وبداية يومه لا نومه ... وانطلاق نشاطاته
وإعماره للأرض...لا لينام كالجيفة
4- مسميات
صداع اسمه الجودة ...ونستمر في الفوضى الفكرية , وعبث القرارات الذي لا ينتهي...وهذه المرة تركز وزارة الصحة على
ما تسميه الجودة , وهي مجرد مسميات تشعرك بأن الموضوع ذو جدية , ومصيري, ومهم لتحسين الخدمة الطبية للمريض
...بينما سترى الصراصير تخرج من أغطية المرضى ...عادي جدا ,,,سترى حمام صغير على 25 حالة , بالمرافقين , بمرضى
القسم المجاور , ومرافقيهم ...دون أدنى اهتمام بنظافة الحمامات ووسائل النظافة ...هل تظن أن هذا من ضمن ما يبحث عنه
فريق الجودة ...إذن أنت واهم , فهذا مكلف على الدولة , ولا يجلب لها مالا , ولا يستحقه شعب فقير معدم ...يكفيهم توفير
أسرة بلا خصوصية , ولا وسائل للراحة , لا تكييفات في الصيف , ولا مدافئ في الشتاء ...هم مواطنون لكنهم أشبه
باللاجئين .
كما أن الجودة التي تعني توفير وسائل الراحة والكرامة للمريض هي الجوهر , ونحن وأنظمتنا لم نتعود على الجوهر
لقد تربينا على المظاهر , والمظاهر فقط ...سترى المتدين مثلا لا يعرف من الإسلام إلا اللحية والجلباب القصير
وكأن الله خلق الإنسان لهذين السببين تعالى الله عن مسوى أفهامهم علوا كبيرا
عزيزي القارئ يكفي أن تعرف أن جل معنى الجودة عند فريق الجودة هو البالطو وال ID ... لتدرك كم التفاهة التي نعيشها
5-أنا وهم و تجارة الطب
بعد مناقشة جدلية طويلة مع أصدقائي , أعرف نهايتها مسبقا , فالمصري أستاذ في الجدل , يحمل جينات بني إسرائيل
منذ الآف السنين, جينات جدلية , لا تعترف بالحق , وتسأل فقط لتجادل لا لتعرف الحق , فتهتدي ...وسورة البقرة تضمنت
مثل هذه الأسئلة المذمومة , عندما سأل بنو إسرائيل موسى عن البقرة ماهي , مالونها , ماشكلها...كنوع من أنواع الجدل فقط
...المهم أني بعد نقاش طويل عن الرزق الحلال , والبركة, وضرورة كسر دائرة الغلاء بالقناعة , ومحاربة الطمع والسعار
المادي الذي أصاب المجتمع بما فيهم الأطباء...أخبرتهم تجربتي في الاكتفاء بالمرتب , ورفض قهر المريض , والمتاجرة
بآلامه حتى أوفر الرفاهية لأهل بيتي على حساب هذا الفقير المعدم , وأبيع هذا المريض لشركات الأدوية المسعورة
السيكوباتية ....العرض مغري ...اكتب منتجاتنا أكثر وسنتكفل بسفرك مجانا إلى تركيا أو الإمارات ...أو على أقل تقدير
رحلة مدفوعة الأجر في فندق خمس نجوم في الغردقة ...الثمن ليس كبيرا ...هو فقط ضميرك ...هو فقط المتاجرة بألم المريض
ولا حول ولا قوة إلابالله
.......أخبرتهم بالاكتفاء بمرتبي , دون اللجوء للبرايفت واستغلال ألم المريض , وابتزازه عاطفيا مع أقرب الناس إليه
...وسحب فلوسه استغلالا لجملة المريض المصري المشهورة : ده انا ابيع كل اللي عندي واوديه عند أحسن دكتور
...ولقد سمعت كثيرا عن الذي باع بيته , وشقته , وذهبه من أجل أجرة الطبيب الأناني الذي لايشعر إلا بنفسه , ويظن أنه
قد ضمن الصحة والمال للأبد ....وللحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع