عندما تحب ملكة 1
عندما تحب ملكة 1
عندما تحب ملكة
التربية اللغوية
قاربت صفاء علي الوصول ... حبيبتي وقد اتفقنا علي أن نجعلها بنتاً متميزة يتهافت الخطَّاب عليها يطلبون يدها مني ومنكِ ... ( الملكة ) : أو قد أيقنت أنها ستكون ست الحسن والجمال ، (أنا ) ومالها ألا تكون كَذلك ، أولستِ أمها ( المذهلة ) ، ولكني لا أقصد فقط الجمال الحسِّي وإن كان سنولية رعاية ليست بالقليلة .... لكني أقصد ضروباً أخري من الجمال لا يطلبه إلا الصفوة من البشر ويعز علي العامة اكتسابه .
( الملكة ) : هيه ياحبيبي ، أراك ترهق فكرك بالطموح العالي ، لكنها طموحات تحتاج إلي عمل شاق دؤوب وهمه عالية .
( أنا ) أعاهدك نعم ، فهلا تعاهدنا علي تربية أنفسنا حتي نصنع أبناءاً صالحين .
( الملكة ) : أعاهدك حبيبي أن أعينك ما استطعت ، أوَ تذكر ليلة الزواج حين أخذت بيدي ، أتذكر ما قلته لي ليكون دستوربيتنا .
( أنا ) : كلمتان " كبيرنا ربنا ) .
( الملكة ) : كلمتان ، لكنها دستور كامل لكل أسرة تبحث عن السعادة .... ومازالت كلمات الله تجمعنا كل ليلة في وردنا اليومي .
( أنا ) آخذ بطرف الخيط لأفتح موضوع التربية اللغوية : " هل تعلمين حبيبتي أن تلاوة القرآن تربية لنا ولصفاء حتي تصبح لغتنا العربية ( لساننا ) لغة سليمة ، هل تعلمين أن الطفل صاحب اللغة السليمة يمتلك ذكاءاً عالياً .
( الملكلة ) والذكاء جمال خاص .... ( أنا ) نعم .... فكم ترفرف روحي بين جنباتي ويتقد عقلي نشاطاً كلما لاحظت كيف تفكرين لتوفري لي حياة سعيدة ، كم أنتِ كثيرة الشبة بأمك فكلما واجهتها مشلكة أعدت لها مجموعة من الحلول .
( الملكة ) : إذن ستكون صفاء مثل أمها وجدتها ، وستزداد ذكاءً كلما عرفت عن أساليب القرآن الأدبية والعلمية وعن الكنوز والجواهر الموجودة في طياتها .
( أنا ) وسنملأ الفراغ في حياة ابنتنا بما يشغلها عن هوي النفس الأرضية .
( الملكة ) ستعمل بالحكمة " نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية " .
( أنا ) بالقرآن سنفتح آفاق فكرها ، وتتأدب بأدب الله ويصبح منطقها حلواً وأسلوبها شيق لا يُمٌَّل ، وستعرف يقيناً ما أشار له ابن القيم في كتابة مدارج السالكين عن عبادات اللسان وتعرف لغتها العربية هي اللغة المختارة من بين جميع اللغات للتعبد حتي آخر الزمان .
( الملكة ) بدأت أغار حبيبي ، وأتوق لأنهل من هذا النهر العذب .
( أنا ) مولاتي أنتِ أول من سأعتني بتعليمها وسأشاركك في البحث والتنقيب في كنوز القرآن الكريم ... " فالأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراقِ "
بقلم : د . محمد صفوت محمد
8 ربيع الآخر 1435 هـ
8/2/2014
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع