مازن...رحلة حياة 8
مازن...رحلة حياة 8
1- تكوين الأسرة
يدعو الشاب بأن يرزقه الله الزوجة الصالحة , وتدعو الفتاة بالزوج الصالح ...لكن لا أحد يرهق نفسه ليكون هو هذا
الصالح ...لكنني أعتقد أن المطلوب هو "اننا نشتغل على نفسنا, ونتعب على نفسنا, عشان نكون صالحين...وساعتها ...
سيدهشك الله بعطاءه"...اللهم أصلح شبابنا وبناتنا
لكن ما هي بنود الإصلاح؟؟؟....حقيقة فإن بنود الصلاح كثيرة جدا , والارتقاء في مقامات الصلاح لا متناهية...وهذا من
جمال القيم وقوتها , فالقيم والأخلاق الفاضلة التي نريد اكتسابها , إنما تأتي أصلا من خالق الجمال , من له تسع وتسعون
اسما , أنزلها لعباده , ليتقلبوا في نعيمها في الدنيا , بالتزود منها "ما استطاعوا , وما شاءوا" ...وكلما نهلوا منها , كلما
ازداد جمالهم , ونضرت روحهم , واكتست بالحسن قلوبهم وعقولهم وأجسادهم , فيفتحون بحسن الأخلاق قلوب البشر
, وترق لهذا الحسن كل الكائنات , فحسن أصحاب الأخلاق يذكرهم بخالق الحسن والنور والجمال , ويرون اتفاق أصحاب
الأخلاق مع الطبيعة فيعشقون وجودهم ومرورهم ونورهم ...وتبكي عليهم السماء والأرض عند رحيلهم.
سنتناول في هذه المدونة وتناولنا بالفعل إضاءات عن الأسرة السعيدة , حتى نصنع لكم كما وعدناكم "جنة " في الدنيا
من لم يدخلها و يتعرف عليها , لم يعرف جنة الآخرة
أيها الشاب , أيتها الفتاة ...ابدأوا من اليوم ب...:
1- وضع خطة ليومكم : وجود خطة ليومكم , أسبوعكم , شهركم , سنتكم ...كفيل بأن يغرس السعادة في أرواحكم
...فالحزن مصحوب بالقلق والحيرة والتوهان ...أما السعادة فتكون بمعرفة الطريق , معرفة ما تريد, معرفة الهدف
...السعادة باختصار "وعي" بحياتك ...ولا يكون الوعي إلا بمعرفة خطواتك
2- تعلموا الحب والرحمة والحنان والاحترام,
في الثقافة القرآنية جاءت المعاني الراقية لتحدد أقوى علاقة بين الرجل والمرأة ...علاقة الزواج , السحر الحلال
واستنبط العلماء الربانيون من هذا المعاني لطائف تجعل العلاقة في منتهى الرومانسية , والنبل الأخلاقي...
ما لم يخطر على قلب أساطين الأدب وقامات الرومانسية ...والكلام في هذا يطول, لكن سأذكر ما قدر لي معرفته
مثلا ..."وجعل بينكم مودة ورحمة" مما ذكر فيها تناسب مفردة المودة مع فترة الشباب حيث يغلب على هذه الفترة
الجمال والنضارة والقوة والنشاط فتكون أوقات الحب فيها والتعبير عنه هي الغالبة
بينما تكون الرحمة غالبة على سن الكهولة والكبر حيث يسود الضعف , وتكثر الأوقات التي يحتاج فيها الزوجان إلى
معاني الرحمة ...بعدما ذهب الجمال الظاهر , وظهر الضعف , والحاجة إلى يد حانية رحيمة تكون "سندا" في أوقات
الخريف وإدبار الدنيا
من المعاني أيضا " أو سرحوهن بمعروف" والأمر بالتقوى والتحلى بالمعروف بل والإحسان في أصعب أوقات
التعامل بين الرجل والمرأة ...فترة الطلاق...التي تأتي غالبا بعد خلافات شديدة ...فشدد الشارع الحكيم على ضرورة
النبل والرقي في التعامل والسلوك والعاطفة...خصوصا نبل الرجل القوي في تعامله مع المرأة الكائن الضعيف
هذه المعاني من الأعمال القلبية التي تظهر سلوكا واقعيا عند من ملك قلبا ثريا بهذه المعاني
ربما تكون الأعمال القلبية صعبة الاكتساب إذا لم تكن طبيعة في الشخص
, ويكون في الاكتساب تكلف ومشقة , وكما يقولون ...ففي أحيان كثيرة " الطبع يغلب التطبع" ...لكن علينا مع هذا
الاستمرار في التعلم والتحلم والتصبر حتى نعتاد الصفة وتصبح طبيعة وصبغة.
ومن الوسائل المعينة في اكتساب الأعمال القلبية ...متابعة البرامج التي تتحدث عنها , وعن كيفية اكتسابها, وكيفية
ممارستها...والبرامج كثيرة ...فجنود الخير المسلمون لم يتركوا وسيلة تنفع البشرية وترضي الرب إلا ودخلوا فيها
...كانوا ومازلوا موجودين في كل وسيلة إعلامية , أو وسيلة تواصل اجتماعي
تابعوا مثلا عمرو خالد فهو مهتم جدا بالأخلاقيات الإنسانية , وهل بعث نبينا إلا ليتمم مكارم الأخلاق
وما يتميز به عمرو أنه يدعو إلى "الصوفية" بمعنى الروحانية التي تؤدي إلى العمل , لا مجرد هيام روحي
مصحوب بقعود وإهمال لتعمير الدنيا , ومحاولة اكتساب وسائل القوة
تابعوا كذلك هالة سمير في برنامجها الرائع "بيوت منورة" فأسلوبها البسيط يتسرب للقلوب الحيرى فيداويها
ويملؤها بالأمان والطمأنينة
3- اهتموا بالتزود بزاد التقوى, وتعرفوا على الدين , وأوغلوا فيه برفق ...ألا إن أعظم الدين الخلق...ألا إن من
زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في الدين وكان أولى بالقبول إذا تقدم للخطبة , والأولوية شرعية وتأتي من وصية
نبينا للأهل
" إذا جاءكم من ترضوْن دينَه وخُلقَه فزوِّجوه "
صدق صاحب الخلق العظيم
لا تنتظروا زوجا صالحا مع إهمالكم في الدين والخلق ...فالدعاء وتكرار الكلمات فيه , المفترض أن يخاطب عقلك
الباطن أولا...فإذا دعوت بالشريك الصالح فلابد أن تليق به , وأن تكون عونا له كما تريده أن يكون عونا لك
ولا تعتمد على الاتكاء عليه , وتكون أنت صاحب السوء الذي يفسد صلاحه
إذا كانت العوائق المادية عظيمة , فاشغلوا نفسكم بالتزود بالفضائل ... كما يقول الجسمي في أغنيته عن الدنيا
ومن كان فيها ذا مقام ودولة ...فخير له جمع الفضائل لا الذهب
تزود بالفضائل تكن أغنى الناس معنويا , فلا عليك إن كنت فقيرا في المادة أم غني
أقول هذا لأني أرى الشباب والبنات يدعون بالزوج الصالح , لكنهم لا يهتمون بتحقيق المعنى في أنفسهم
4- نظرة الشاب للفتاة , والفتاة للشاب ...نظرة مشوهة مخالفة للفطرة ولجمال وكمال الإسلام
...نظرة فاسدة بداية من الإسلاميين المتطرفين المنغلقين أمثال طالبان التي منعت اجتماع الرجل والمرأة في المقاهي
حتى المتزوجون , وفرضت تغطية الوجه على المرأة , ومنعت التعليم للنساء بحجة الاختلاط .
في رأيي أن أفغانستان مازالت محتلة من قبل الشرق والغرب بواسطة حركة دينية متخلفة ..هي في الحقيقة أبعد ما
تكون عن الإسلام وكنوزه وهداياته وأنواره للبشرية.
طالبان امتداد لتخلف أصحاب الدعوة الوهابية - مع احترامي الكامل للآراء الفقهية لطالبان وعلماء السعودية- لكن
لا يمكن أن تحكم الشعوب برأي فقهي واحد لمجرد توافقه مع هواك وعقدك ...في الإسلام أربعة مذاهب معروفة
وآلاف الآراء الفقهية على مدى 1443 سنة , ولايمكن اختصار التاريخ في رأي يدغدغ عقدك النفسية , وتريد
إسقاطه على دين الإسلام الذي نزل للعالمين في شتى بقاع العالم ولملايين البشر , وفي مختلف العصور ...أيها المنغلق
أنت في وسط هذا التكامل الرباني الرائع لا شئ .
لكني لن أتحامل على طالبان فقط وأترك باقي التشوهات الفكرية في الأمة , والمخالفة لفطرة الإسلام الراقية الكاملة
ففي عاداتنا وأعرافنا ما فيه ظلم عظيم للرجل والمرأة ...ناهيك عن المنافقين الكارهين للإسلام المختبؤن في عباءة
"أنهم مسلمون"...سنتناول هذا الموضوع في المقالة القادمة
5- "وكان أبوهما صالحا"
تكاليف الزواج شاقة , أسعار السكن خيالية , التي أحبها يرفضهأ أهلي ...ربما تكون الحلول مستحيلة في هذه التحديات
ولا تملك تغييرها في الوقت الحالي ...هل ستقف حتى تنتهي العقبات , أم أنك ستتحرك في طريق آخر قد يبدو في الظاهر
أنه لا علاقة له بهذه التحديات وحلها , لكنه حتما تحرك يرضي الله الرازق , رب كل الظروف والتحديات , ومالك قلوب البشر
...وإن تحركت في هذا الطريق ...طريق الإصلاح ...سترى المعجزات يصنعها رب المعجزات بطريقة لم تخطر على بالك
فيعطيك من فيوضات فضله ما يذهلك ويرضيك .
كن دائما مع الله ...احرص على الحفاظ على ال5 صلوات المفروضة يوميا , احرص على شغل يومك بطلب العلم , وتطوير
نفسك في مجال عملك لتزداد فرص الرزق , احرص على فعل الخير ما استطعت
كن دائما صاحب فكر راقي , أحسن الظن في البنات , درب نفسك على تفسير كل موقف ترى فيه البنت بطريقة راقية
كن أمانها ...ولا تنهش عرضها وتؤذيها , بل كن ملاكها الحارس ...ملاكا حارسا لكل بنت ...لتكن أخاها الذي يحمي
عرضها وسمعتها...وإن أذنبت فلا تنصب لها محكمة ومشانق ...بل تعامل معها كبشر , ككل بني آدم يصيب ويخطئ
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع