عن الحب 3
عن الحب 3
ستفرح
ستفرح كالطفل , وتود إسعاد العالم من حولك عندما تفرح...ستحضر معك البالونات , لتقدمها للأطفال
وتبتهج عندما ترى ابتسامتهم...ستلعب كالأطفال معهم , وترقص على أغاني كراميش وطيور الجنة...رقصا
لا نظم فيه ولا تناسق ...ترقص يمنة ويسرة بحركات عفوية عبيطة إن جاز الوصف ...ستبدو عليك ملامح الحمق
في تصرفات غير متزنة ...ستضحك بصورة جنونية كأنك طفل عمره شهور لعب معه أحدهم لعبة الزغزيغة...
وتستغل كل ما حولك من موجودات لوصف مشاعرك ...كلمات أغنية بدوية في قناة المرقاب تتحدث
عن صوتها المبحوح ...كلمات عن العشق صوفية اللون ...سيناريو للحب في مسلسل الغرفة الحمراء التركية
...مشهد نسرين ومحمد العربي في أبو العلا ... زهرة أوركيدا صادفتها وأنت تقلب الفيس ...ستبحث عن
كلمات جديدة لتقول لها صباح الخير بصورة مختلفة كل يوم
تفعل هذا وأكثر
...
فقط
...
لأنها نظرت إليك نظرة دافئة
عاطفة لا تهدأ
يصارحني أحد أصدقائي: ستمر السنين يابوصفوت , وسأراك عاشقا أيضا في عمر الستين , أنت تملك قلب لا يشيب
أبدا.
هل ...هو قلب الشاعر الرجيم "نزار قباني" الذي يسكن في صدري , هل حقا ستصيبني لعنة النساء ...كما أصابت
خاشقجي , وتكون نهايتي على يد إحداهن .
مازلت أسمع وترتجف جوارحي لأغنية حب بصوت دافئ ك "دنيا سمير غانم" وهي تغني :
جرالي ايه من ساعة لما جالي ده انا بخاف لو ثانية يروح بعيد
ده انا بقيت , بالليل بسمع اغاني اللي قديم واللي نازل جديد
ده انا بقيت بلبس على كيفه مبقولش لأ ..على حاجة بيعوزها
وبقيت اشوف كل اللي بيشوفه والتعليمات بالحرف انفذها
ما هو خلاص سيطر على حياتي ومفيش ولاد غيره بكلمهم
لأ وكمان بينقي صاحباتي طب اعمل ايه , مش عاجبه معظمهم
إنه العشق في كلمات , بل هو دستور تحتاجه كل أم, تحفظه , تطبقه في حياتها , وتأخذ على يد ابنتها الشابة , لتحفظ
وتصم هذا الدستور في كل ليلة , لتصبح زوجة عاشقة .
ولكن هل تعني لي هذه الكلمات شيئا , هل أعيش فعلا قصة حب , قصص حب , أم هو قلب لا يهدأ , وعاطفة
متقدة لا تقر , وما ذنب من ارتبط مصيره بي , هل هي معالجة جميلة لعواطف عاشقة للجمال , وعين لا تغض
ولا تتعظ , ولا تلتزم بالعلاج الرباني ...تبحث ليل نهار عن كل معنى للجمال المادي والمعنوي... لكنها لا تضع للبحث حدود
وحقوق حتى لا تضيع وتضيَّع من هوت النظر إلى حسنه
كلمات الأغنية ...فيها من الالتزام والإخلاص والتفاني من البنت العاشقة لهذا المحبوب ...ما لم أسأل عنه أي بنت أحببتها
لأني كما تقول أصالة "بحب بضمير" ...لا يمكن أن أطالب أحدا بالالتزام بمشاعره نحوي, واختصار العالم فيي فقط إلا إذا
وفرتُ له حبا يضمن حقوقه ويحافظ عليه ويحميه ...ولذلك فأنا مؤمن جدا بمقولة أمل دنقل في قصيدته لا تصالح
كيف تنظر في عيني امرأة أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها
لم أسأل أبدا بنتا أحببتها : هل تحبيني ...وكيف أسأل وأنا لا أستطيع حملية هذا الحب
النقية
لم يعرف الكذب طريق قلبها , ولم يكن له ذلك , فقلبها الغض لم يعرف الخوف ...وكيف تعرف الخوف وهي الصادقة
ولو كان في الصدق خسارتها للعالم , لكنها تكتفي بألا تخسر نفسها ,وسلامها النفسي , وتصالحها مع الحقيقة والمنطق
...وكيف تعرف الخوف وهي البريئة بكل أخطائها , وهي اللوامة ...تلوم نفسها وتعاقبها قبل أن تنتظر عقوبة من أحد
...هي لا تخاف من الصدق , فحبيبها النبي قد قال , وهي تؤمن بما قال إيمانا لا تهزه عواصف الخوف والتهديد
...قد اطمأنت بقول الصادق الأمين " الصدق منجاة" فتمسكت بحبل الكلمات , لأنها تعرف أن طرف الحبل تمسكه
بشدة بكفها الطفل...وأن الطرف الآخر في السماء , والنجاة دوما في أسباب السماء ...وكل الذي فوق التراب تراب
لا تخاف من الصدق , بل تختاره , ولا تختار غيره ...تخبرني بما يزعجها من أخطاء قد غافلتها في لحظة من لحظات
الدنيا الملهية , تريدني أن أشاركها في حرب أعلنتها على نفسها , وأحتار ...هل أبكي واكتفي بالبكاء , أم أغضب
فيؤذيها غضبي , وأخسرها ...أم أتعجل إنهاء اللقاء , وأهرع مسرعا إلى عزلتي فأصرخ بلا صوت , ليتردد الصدى
في جنبات صدري , وأشعر بالألم ...وأستمر في هذا الإيذاء بكتمان الألم بكيَّ الجرح حتَّى يتطهَّر
القرب منك اقتراب من الجمال
حفيدة يوسف ...يا جامعة الجمال... كل من عرفك , اقترب على قدر اجتهاده من معرفة أسرار الجمال , كل طالب لعلم
الجمال الحقيقي حاول معرفة الأسرار , وأدرك منها ما قدره الله له , ولكن يبقى جمالك محيطا واسعا لا يحيط بكل أسراره إلا
خالقه
كانت نشأتك على يد علماء الدين قمة الجمال, ومنتهى الجمال...وهل بعد صبغ الجمال الظاهري بجمال السماء من جمال
...الحسن في الأنثى إن لم يحرسه جمال الدين الحقيقي, فهو في الحقيقة حسن منقوص تشوبه شوائب المعصية والهوى
...الحسن في الأنثى إن لم يخالط كمالات الجمال في آي القرآن , هو في الحقيقة حسن رتيب تنتهي ملذاته مع تكرار النظر
...الحسن الذي يضاء بكلام الله , لا تنتهي كمالاته وارتقاءاته , لا تنقطع أنواره , ولا تزهده النفوس, ولا تمل النظر فيه
وفيما يحمله من حسن ورحمة ونور للعالم , والسر في ذلك ...طلب الحسناء الدائم من ربها, خالق كل جمال , النور
الجميل الذي يحب الجمال...الحسناء المحبة لربها لا تمل الطلب "اهدنا الصراط المستقيم" ...هو طلب مستمر بالهداية
إلى كمالات الجمال في كل اختياراتنا في دار الامتحان , فيصبح كل موقف هو لوحة فنية بديعة جميلة , تتناقلها النفوس
المجبولة على حب الجمال في الدنيا ...وشرف للحسناء تتباهى به بين الأشهاد , وتقول مفاخرة انظروا أعمالي
فهآؤم اقرؤوا وانظروا
أنا في حبك قديم, ممل, عجوز
لا تقلقي ولا تفزعي , حين تأخذين قرارا بالابتعاد...فحالنا كحال كل المحبين ...وكما صور حالهما عمرو دياب في أغنية اللي
بينا -أغنية فودافون في رمضان 1443 هجري-2022 ميلادي- حين قال : اتخاصمنا واتصالحنا فيها ألف مرة ...
كم مرة تعاهدنا على الابتعاد , وأقسمنا وغلظنا الأيمان ألا نعود وعدنا , وفي كل عودة يعمق هذا الحب فينا , وينضج ...
تقل فيه فنون الغزل , وتتزاحم فيه مشاعر الإشفاق , والخوف , والحزن , والحب العجيب , والغيرة المرضية المجنونة,
غضب عاصف عارم يملأ صدري , نار في مراجل...كما يقول هشام الجخ ...اضطراب وتوتر وأفكار سوداوية , وخوف من
هذا المحتوم ..."البعد" القادم ...نار الغيرة والقلق والأفكار تحرق أضلعي ,فإذا تحادثنا وطمأنتني بكلمات قليلة لا تتجاوز ال
كلمتين "صباح الخير" , وقد أقسمت ألا أعود فأعود مع كلمتين "صباح الخير"...أرد الصباح ...أعاتب , تفسرين الأحداث
...أعرف صدقك , ونقاءك , وبراءتك ...لا أكترث كثيرا لما تحكينه , فأنا مشغول بإطفاء حرائق البعد المشتعلة في ضلوعي
...المهم أنك عدتي , تثرثرين بجانبي ...ماذا أريد من الدنيا , أو التفسيرات , أنا أعلم صدقك , وكذب أفكار الغيرة المجنونة
...تغضبين من رسائلي , تتخذين فرمانات لتحدي من جبروت التعلق , واحد...اتنين...تلاتة ....قرارات
حبيبتي...علمتني الحياة وحبك ألا أتعجل , وأن أفوض الأمر كله لصاحب الأمر...ماشاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن
حبيبتي ...ابتعدي ما شئتي ...احلفي ألا تعودي , وعودي...ستجدينني كما البيت القديم, فاتحا أذرعي , منتظرا عودة سكان
الدار ...ستجدين أبا عجوزا لا يمل انتظار ابنه المسافر , وإن طالت السنوات , وأصبح منظره -هذا الأب - مملا حزينا يبعث
في النفس شعور التأفف
سأظل في حبك هذا القديم الممل العجوز
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع