الثقافة المالية 3

 الثقافة المالية 3

1- د طلال أبو غزالة


د طلال أبو غزالة يحكي عن قصة له في طفولته , وما أدراك ما الطفولة وأثرها على بقية حياتنا...يقول أنه 

كان جائعا فراح يتناول تينا بريا رديئا من أشجار لا يملكها أحد "ليس عليه سياج تحيطه لتدل على ملكيتها لأحد"

شاهده أحدهم  فقال له : ماذا تفعل؟...ظن د طلال انه تعدى على ملكية أحد وأخذ يعتذر : كنت أظن أنه ليس تابعا لأحد

الرجل: هو كذلك, ولكن لماذا تأكل من هذا التين الردئ , هناك تين جيد لماذا لا تأكل منه؟

د طلال: إن عليه سياج , فهو ملك لأحدهم ....     *الرجل: هو ملكي, وأريد منك أن تأتي كل يوم وتقطف منه...لأنك طفل

أمين , وفضلت أن تأكل التين الردئ , وتركت الجيد لأنه ملك لأحد ....اعتبر هذا التين "خاصتي" ملكك

يقول د طلال : لقد تعلمت من هذا الحدث , أن الأمانة هي أفضل طريق للرزق, وليس الشطارة "الفهلوة بالمصري"

من هو طلال أبو غزالة؟؟

هو رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية, وهي مجموعات شركات عالمية تقدم خدمات مهنية في مجالات مختلفة

خاصة المحاسبة والملكية الفكرية


2- الغلاء والتعامل معه 

14 يوليه 2022 م ...موجة الغلاء في مصر مازالت مستمرة...أسعار الوقود في ارتفاع ...فما العمل ؟؟

بغض النظر عن الفساد المالي في الحكومات ...هناك أيضا فساد مالي لدى الأفراد , وأعتقد أن الفساد المالي للأفراد سبب

جوهري في الفساد الحكومي ...وهي ايه الحكومات غير شوية  مسئولين  ...يحملون نفس ثقافة السفه التي يعيشها المواطن 

العادي...وهذا الفكر وتلك الثقافة لا تجلب خير ا أبدا لصاحبها أو للمجتمع.

أنا كمواطن أسيوطي من صعيد مصر شهدت موجة من السفه الشعبي عند افتتاح أحد النوادي , فقد كان الاشتراك في هذا النادي

يكلف 120 ألف جنيه , وسمعت عن الموظف العادي الذي يعمل الجمعيات ليشترك , فقط ليضمن لأولاده مكانا ترفيهيا في

مستقبلهم , أو ربما ليجاري موضة الاشتراك في النادي بتاع "ولاد الذوات"...وهؤلاء هم أنفسهم الذين يصرخون بسبب ارتفاع

أسعار الوقود ...طبعا كثير من المشتركين في هذا النادي هم من الأطباء الذين يتاجرون في آلام الشعب المصري الفقير, ليوفروا

لأولادهم مكانا ترفيهيا يستمتعون فيه ...يا الله ... كم الغصة التي أشعر بها من تصرفات هؤلاء السفهاء , الذين كانوا سببا مباشرا 

في موجة الغلاء التي نعيشها ...وطبعا ستجد قنوات المعارضة الفاشلة تهاجم الحكومة التي هي جزء من المشهد العبثي , وتترك

هؤلاء الشعوب "المؤيد والمعارض" ...الشعوب  ..السواد الأعظم الذي يمثل مشهد العبث والفساد العميق , وثقافة السفه 

...تتركهم بل وتطبطب عليهم , وتدغدغ مشاعر المظلومية فيهم ...المظلومية ..الهولوكست المزعوم للشعوب الفاشلة الفاسدة 


3- الأزمة الاقتصادية ووعد الفقر

مع كل أزمة اقتصادية يظهر الشيطان وأعوانه وجنوده , ليبثوا الحزن في صدور الناس , ويخوفوهم بالفقر والمجاعات والغد

الأسود ...والمؤسف أن هذا الوعد بالفقر قد أصبح ثقافة عامة عند الناس , يشترك فيها أهل الصلاح الظاهر مع البقية ...تراهم

يخوفون الناس من القادم , ويكون سلوكهم الظاهر للعامة هو اللهث الدائم وراء المال , دون التفكر في مشروعية المال , هل

من حلال أم من حرام... بل يصبح الحلال عندهم ما يجلب لهم المكسب...في نقاش مع أحد الدكاترة سألته : طب بالنسبة للمريض

اللي كشفك غالي عليه , ومضطر يجيلك . مفكرتش في أزمته الاقتصادية ...قاللي : وانا مالي.


انشروا التفاؤل والإيجابية بين الناس في وقت الأزمات , ما الفائدة من نشر اليأس والإحباط  وجعل الناس منهزمين 

هل ستقوم بهذا ثورة ضد الظلم ؟؟؟ وإن قامت هل ستكون ثورة صحيحة 

أعجبني الداعية خالد الجندي وهو يقول للناس : لا تربطوا الجنيه بالدولار , بل اربطوه بالإيمان بالله ...وهذا كلام صحيح مئة بالمئة

4- نصائح مالية

1- الإدخار : لماذا ندخر ؟.... عشان القرش الابيض ينفع في اليوم الاسود

لازم تكون متغطي بفلوس تسندك وقت الأزمات لازم تحوش مهما كان دخلك قليل... لكن للأسف فكرة الإدخار نفسها

 غير موجودة عند كثير من المسلمين , وهذا شكل من أشكال الفساد الكثيرة المنتشرة في الأمة .

الإدخار عبادة أيها المسلمون ...فالإدخار هو الذي يوفر المال اللازم لتأدية فريضة الزكاة , وفضيلة الصدقة 

بالمال ستبر والديك , وتعول أسرتك , وتصل رحمك , وتكرم ضيفك , وتعين الفقير والمحتاج على نوائب الدهر 

بالمال ستشارك في إعمار الحي والمدرسة والمستشفى 

بالمال ستساهم في التقدم العلمي لك ولأهلك ... ستساهم في قوة الأمة الاقتصادية والفنية والأدبية ووو

 فادخلوا فكرة الإدخار في حياتكم , حتى تقوم للأمة قائمة بين الأمم

ولكن لا تدخروا فقط من أجل الإدخار ...بل استثمروا في مدخراتكم حتى تصبح المدخرات دخلا آخر يدر عليكم خيرا كثيرا

ولاتنسوا عادة الصدقة من مدخراتكم لتحل عليها البركة , ويتحقق الهدف من الإدخار 

5- الشباب والفلوس

أحزن عندما أرى شباب المسلمين وهم يتعاملون مع الفلوس بطريقة سفيهة ...معذرة ولكن كأن شبابنا في حالة عته وسفه .

وهذا بسبب تربية السفه التي تربوا بها فأصبحوا لا يحترمون المال ولا يعرفون قيمته...وأصبحوا عالة على أهاليهم ومجتمعهم 

والبشرية جمعاء .

لابد لنا أن نربي أنفسنا قبل أبناءنا على احترام المال , والتعامل معه بما يرضي الله 

التربية بالقدوة من أنجح وأنجع الوسائل التربوية , فتعالوا نأخذ مثالا لشاب عرف قيمة المال , واستطاع في فترة قصيرة أن يصبح

من الأثرياء "المليارديرات"

إنه الشاب الذي لم يتخطى ال25 سنة " ألكسندر وانغ" , ولم يكمل دراسته الجامعية , أصبح أصغر ملياردير عصامي في العالم

أسس شركة "سكيل" التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي - علموا أولادكم البرمجة , علموهم أن يستفيدوا من النت بدلا

من تضييع أعمارهم فيه بلا فائدة-        شركة "سكيل" تجني أرباحا سنوية تقدر ب7 مليار دولار

حصة ألكسندر في الشركة 15% أي ما يقدر بمليار دولار

ألكسندر تعلم البرمجة ذاتيا عن طريق الإنترنت

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8