بنت من خيال 2
بنت من خيال 2
شبه مستحيل
تخبرني أنها لي شبه مستحيل...أعلم سيدتي وأعلم خاتمتي ...فلا تقلقي واغرسي سهام السحر في كبدي
أنا منهك ...لكنك أعدك بالتعافي منك ...فأنا رجل وقد علموني بأن الرجل يفكر بالعقل والمنطق والحسابات
وأن الأنثى كتلة من العواطف والمشاعر الرقيقة التي تخدشها كلمة , لكنها قادرة على صمود كالجبال
أيتها الفراشة طيري ورفرفي كيف شئتي في بستان صدري, وتنقلي بين ورود الفكر , وامنحيني إلهاما لا يملكه
غيرك...وحذار أن يثقل أجنحتك التفكير في مصير المجاذيب -فأنا وهم لسنا إلا كائنات متطفلة , تشتهي التنعم بجنة
جمالك, لكننا لا نملك حق الدخول لتلك الجنة ولا ثمن الإقامة فيها , ولسنا من فرسان الأساطير الذين يخوضون
الملاحم من أجل الوصول إليك....فكما قلت لك : الرجال يفكرون بالمنطق والحسابات
يطلقون العنان لمشاعرهم , يقتحمون هدوء الجميلات دون سابق إنذار , يصرخون كالأطفال تنبيها لهن
يطرقون قلوبهن بالطريقة التي تهز مشاعرهن , وتزلزل أركان العالم الهادئ الذي صنعنه بخيالات بريئة
....يقوم الرجال بإهداء وردة , وتقمص دور العاشق "الذي تغمره المشاعر " ...فإذا أذنت له الجميلة بدخول
المملكة ...أخرج من جيبه الآلة الحاسبة ال "calculator"
وبدأ بسرد الأعذار والمعوقات ...وارتداء ثياب الحكماء العواجز ...ألم تكن هذا العاشق الولهان الذي تقتله النظرة
وتحييه البسمة , وتسكره نبرة صوت
انهم الرجال يعشقون التحدي , فإذا انتصروا التفتوا لتحد آخر
يبهرهم غموض الجمال , فإذا قاموا بفك شفرات اللغز رحلوا لغموض آخر
هل أخبرتك أني أبكي عندما أتذكرك وأنا وحيد مع نفسي
لا تسأليني لماذا ...فأنا لا أعرف شيئا ...هي رغبة ملحة في البكاء كلما مر طيفك
أجنون هو؟ أمس من السحر ؟ ...لا أملك حقا تفسيرا لهذا
أهو خوف على جمالك , وأنتي ترفضين خطابك , وتطردين مجانينك من جنتك ...فأخاف على جمالك الذي يحتاج
حراسا شداد لصيانته من الطامعين الطامحين...وكأني نصبت نفسي مسؤولا عن حراسة هذا الجمال
الملاك الحارس
كتب
سويعات قليلة في حضرة جمالك كفيلة بأن تمنحني إلهاما لا تنطفئ شعلته , ولا يبرد لهيبه ...إلهام يكفي لأكتب
مئات الصفحات والآف الكلمات عنك...عن جمالك ...عن نور عاصف يعصف بقلوب جلسائك ومن يتعامل معك
عن سحر يستوطن عينيك فيصيب من لم يسمع ولم يتعظ (ولم يغض البصرعن سحرك) , بل أطلق العنان لعيونه
و أوصله إطلاق هذا البصر الفاسق للحظة انهيار كيانه
انهيار كذلك الانهيار الذي حدث لبرج مكاتب الإعلام في غزة , ومنه مكتب الجزيرة
فراح وائل الدحدوح يردد بألم وحرقة وحسرة : انهار البرج ....
ورحت تقول أنت يا مبتلى بعيون لا ترحم : انهار البنيان ...انهار الكيان
انهارت القوة الكامنة في رجولتي الصلبة
انهارت حين عصفت بها عيون بنت منسوجة من رقة وضعف...ضعفها هزم جبروت قوتك
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع