ضابط سعيد
لم أرى أجمل من مبادرة الرسول في بداية إنشاء أول دولة للإسلام, حين قرر أن يفدي الأسرى المشركين بعد
انتصار بدر العظيم...وتعددت طرق الفداء , وكان من أجملها الفداء بتعليم القراءة والكتابة لعشر من الصحابة
...كان هذا إيذانا ببداية دولة العلم , القائمة على شعوب واعية متعلمة
...وكان هذا بعد 13 سنة من عناد المشركين وصلفهم وأذيتهم للنبي وصحابته......لكنه نبي الرحمة للعالمين
...لم يكن يشغل قلبه القصاص والعقاب , بل كان عليه الصلاة والسلام يحافظ على الأرواح "العدو قبل الصديق"
فلم يكن ليفرح بدخول أحد النار , وهو نبي الرحمة , وخليل الرحمن.
كان فداء الأسرى بتعليم القراءة والكتابة , لمن لم يجد المال ليفدي نفسه...فهو يريد حريتهم فهم بنو عمومته
وعشيرته وظهيره إن هداهم الله ....أراد حريتهم فهو المحرر الذي جاء لتحرير الناس من ذل العبودية وقيودها
...فلم يأتي ليحرر النفوس ثم يقيد الأجسام.........لكنه لم يمنحهم حريتهم فقط , بل أنعم عليهم بإعطائهم الفرصة
للعمل الصالح (تعليم الناس), وكأنه يطرق على قلوبهم برفق أن تعاونوا معي على إعمار الأرض وخدمة البشرية
, وتأسيس جنة في الدنيا للبشر , جنة بلا مظالم أو أذى أو اضطهاد
اللهم صل على نبي الرحمة
بعد أكثر من 1400 سنة نرى شبيهات لمبادرات الإسلام الإنسانية , بينما تنتهك آدمية الناس في بلاد الإسلام
وفي هذا إشارة , أن الإسلام سيرفع أقواما عملوا بما فيه , وبالرسالة التي أتى بها "تكريم الإنسان"
سيرفع أناسا أخذوا بأخلاق الإسلام وهم ليسوا بمسلمين, وسيضع المسلمين في قائمة "العالم التالت"
إن تركوا العمل بالقرآن والسنة التي بين أيديهم
في سجون البرازيل قراءة كتاب كامل تعني خصم أربعة أيام من العقوبة،وهذا هو المفترض من فلسفة السجون
العقابية , أنها تسعى لإصلاح الإنسان وليس تدميره, تعيد تربيته وتهذيبه ليس ك" شعار فارغ في بلادنا"
بل حقيقة ومنهج في سجون بلاد غير مسلمة
تعليم الضابط الرحمة
في تركيا يتم تعليم الضباط الرحمة والشفقة في التعامل حتى مع الحيوانات...ففي عز الزمهرير في يناير 2022
شاهدت مقطعا يصور فيه فرق قيادة الدرك التركي في #إسطنبول وهي تقدِّم الأطعمة لحيوانات الشوارع التي تواجه
صعوبات بسبب هطول الثلوج وانخفاض درجات الحرارة ...حيوانات كالكلاب والثعالب وغيرها .....وتذكرنا تلك
المواقف بالعمري الأموي عمر بن عبد العزيز حين أمر عماله بإلقاء القمح على رؤوس الجبال وذلك أنه
من المواقف المنسوبة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز أنه لما جيء إليه بأموال الزكاة أمر بإنفاقها على الفقراء، فقالوا:
ما عاد في الأمة فقراء. فأمر بتجهيز الجيش، و تزويج الشباب، ثم قضاء الدين على المدينين. ولما بقي مال قال: اشتروا
به قمحا وانثروه على رؤوس الجبال، لكي لا يقال: جاع طير في بلاد المسلمين !
نحتاج لنشر هذه القصص وترويجها لتكون ثقافة عامة في المجتمع ...ويتعلمها الضباط ,,,لنصنع جيلا رحيما بشعبه
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع