المليونير

 المليونير

المليونير


من منا لا يريد أن يكون مليونيرا, ولكن كيف؟

في سنة 2020 أصبح في عالمنا  5 مليون و200 ألف شخص وصلوا "للأرنب" وأصبحوا من حاملي لقب

مليونير...لأول مرة

ولكن هل وصلوا إلى هذا المقام العالي عن طريق الصدفة والحظ , أو عن طريق مسابقات سخيفة

تبتز مشاعرهم , وتصطاد أموالهم بالمتاجرة في أحلامهم...بالطبع لا 

إن الحصول على المال (بطرق مشروعة)أمر في غاية الأهمية ......ولكن الأهم هو كيفية إدارة هذا المال لتحافظ عليه

وتستثمره وتنميه لتصبح ثريا 

هل للمليونيرات صفات خاصة أوصلتهم إلى الثراء, ولا نمتلكها نحن.....بالطبع نعم

ومن هذه الصفات ... صفة الادخار وإدارة المال بحكمة, وكم رأيت من أناس لا يملكون من المال شيئا ,

 برغم أنهم من عائلات غنية ...ولكنهم لا يؤمنون بمبدأ الادخار, ولا يرهقون أنفسهم في تنظيم ما ينفقون من مال

 بمجرد حصولهم على المال يتبخر ويزول

  هم يشتهون كل شئ ولابد أن يصرفوا كل ما لديهم ليحصلوا على شهواتهم التي لا تنتهي

المليونيرات لهم عقلية مختلفة , ونظرة للمال بطريقة (غير)

الادخار

فإذا أردت الثراء لابد من تعلم بضعة أشياء , منها الادخار... والادخار ينبغي أن يكون مستمرا, منتظما, وأن تملك الكثير 

من التفكير والتأني قبل الصرف, لتوازن , وتضع أولوياتك بشكل حكيم, وينبغي ألا يكون الادخار لمجرد الادخار

وإلا تحولت لشخص يكنز المال فقط, بخلا وشحا دون أن يستمتع بصفة الادخار...المطلوب أن تدخر للطوارئ

والاستثمار, والحصول على شئ تريده ولن تملكه  إلا بالديون  وذلها أو بالادخار

وبالرغم من  أن أغلبية المليونيرات يرون أن الإدخار لوحده غير كافي , لكنهم يرونه وسيلة لتوفير رأس المال

لبداية تكوين مشاريع تصنع لك الثروة لكنه بالطبع لا يمكن أن يصنع  ثروة لوحده دون استثمار

يقول المستشار المالي"رضا العيدروس" وينصح ويكرر النصيحة :

"إدخر
إدخر
إدخر
عشان تستغل الفرص الحقيقية.."

والتكرار كما يقول العلماء, يكون بهدف تثبيت حقيقة في القلب والعقل , لتتحول سلوكا في واقعنا

ما تكرر تقرر

ويقول أيضا "رضا العيدروس": أن الإدخار ضرورة وليس خيار

أحب هذا الرجل ,وأدعو الله له بالبركة في عمره وعمله بما يقوم به من جهود في توعية الناس بأهمية

التعامل مع المال بفكر جميل يسعد صاحبه والبشرية...لنصل إلى جنة وضعها الله لنا في الدنيا ,إذا تعاملنا

مع المال بما يرضي الله

والذكي هو من عرف طريق جنة الله على الأرض

الادخار في القرآن


 فى زمن النبى يوسف عليه السلام شهدت مصر أزمة اقتصادية عنيفة جسدها القرآن الكريم

فكيف تعامل النبي الجميل (الذي أوتي نصف جمال البشر) ....سبحان الله

ما أروع  حكمة يوسف عليه السلام التى أنقذت المصريين من الهلاك والجوع.

فنبينا الجميل يوسف عليه السلام لم يكتف بتفسير حلم فرعون مصر بمجيء سبع سنوات من المطر

 والرخاء والازدهار ووفرة الإنتاج الزراعي، ثم يليها سبع سنوات من الجدب والقحط، لكنهأوجد الحل

 و واجه الأزمة المتوقعة قبل مجيئها  بفكر اقتصادى حكيم  لينقذ المصريين.

برغم ما تعرض له من ظلم واضطهاد.....لكنه النفوس الكبيرة التي لا تحمل الحقد

 

وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا 


كانت الخطوة الأولى التى اتخذها يوسف باستثمار اقتصاد الدولة القوى حينها وأوصى المصريين 

بالادخار و تخزين القمح للسنوات السبع العجاف التى تتبعها فجمع كميات هائلة من المحاصيل

كانت وصيته للمصريين بالاقتصاد وعدم الإسراف والإفراط فى الاستهلاك، وطالبهم بالادخار، 

وهو ما يجنبهم شر المستقبل ويحافظ على كرامتهم, ويمنحهم الأمان المالي

. لماذا لا نتعلم من النبى يوسف أهمية الادخار؟ ....ولا نكتفي فقط بالإدخاروجمع المال بلا هدف 

بل نهتم بأن نستثمر ما لدينا من أموال في مشاريع تزيدها وتنميها 

ومهما تكن مدخراتنا قليلة في أعيننا فعلى المدى الطويل سوف تنمو، فلا تقلل من شأن الجنيه أو الريال 

فوجوده أفضل بكثير من عدمه


لماذا لا يدخر الناس؟

أعتقد أن أهم سبب هو ارتباط فكرة الادخار بالحرمان ...ثم الحرمان والحرمان دون توقف

لكن ينبغي أن نوضح نقطتين : أولا ... الادخار قد يشمل الحرمان في الوقت الحالي , لكنه يكون متبوعا

بالسعادة والاستمتاع في المستقبل القريب والبعيد

إذن ... "التحويش" من المرتب  أو الادخار يمنحك قدرا معقولا من الأمان المالي في المستقبل

وفي المقابل فإن الإنفاق بلا حكمة ورشد يجلب لك المتعة في الوقت الحالي ...لكنه يكون مصحوبا بالفقر 

وربما الديون وذلها في أقرب وقت



النقطة الثانية: أن الحرمان فكرة راقية يتبعها الأجانب في طعامهم وشرابهم للحصول على جسم رشيق

وحياة صحية.... وهم يسلكون سلوك حرمان أنفسهم من أشياء غير ضرورية في مختلف المجالات

ليصبحوا قادة العالم , وشعوب العالم الأول بينما نقبع نحن تحت نير التخلف ونصبح حقا وللأسف

عااااااااااااااااااالة على العالم

كيف أدخر

هل أدخر ما يزيد عن حاجتي أم أحدد  نسبة من مجموع ما أملك وأضعه في مكان بعيد عن متناول 

" أيدي المستهلك"؟ 

الصحيح هو إبعاد وتحييد ما تريد إدخاره بعيدا عنك... وإلا فإن النفس تواقة إلى المزيد من تحصيل المتع 

ولن يبقى معك ما تدخره إذا لم تبعده عن يد الرغبة




هل سأصبح مليونيرا بعد المقال؟


ولا يفهم من هذا المقال أن يتحول الجميع إلى مليونيرات ,فإن لم يحدث فهو مقال فارغ ...المطلوب في مقالاتي

عن المال هو تغيير ثقافة الاستهلاك السائدة عند المسلمين والعرب الفقراء قبل الأغنياء

---واستبدالها بثقافة المسؤولية ,ومعرفة كيف تدير حياتك كلها بما فيها أموالك

, ...ليس المطلوب أن تكون مليونيرا بقدر ما هو مطلوب 

أن تكتسب صفات الأثرياء العاقلين في إدارة المال والإنفاق الحكيم وعدم الاستهلاك المفضي إلى الديون

والحسرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8