ذكرياتي مع القرآن

 ذكرياتي مع القرآن

ذكرياتي مع القرآن


لقد ورثنا الدين وراثة , فأصبح معظم معرفتنا بالدين عبادات نؤديها بلا روح , بلا مشاعر ...عبادات لا تؤثر على

قلوبنا , ولا تترجم سلوكا في واقعنا اليومي... وهذا طبيعي , فأنت تهتم فقط  بما تتكلم عنه وتتابع أخباره , وتنفعل بالأحداث

المرتبطة به .هل تتكلم عن الدين مع أحد؟هل تتابع أخبار الأمة؟ وأحزان المسلمين؟هل تعرفت على تاريخك كمسلم؟

   ...انظر ليومك , متى تستيقظ ؟ ربما في موعد العمل أو الدراسة , أو يكون موعد (صحيانك) بعد

الظهر إن لم تكن تعمل ... هل للفجر اعتبار في مواعيد نومك وصحيانك؟؟؟ بالطبع لا

قس على هذا كل أحداث يومك؟؟؟

فأنت تتكلم عن الحياة والفلوس وتتكلم عن الناس ....هل قررت مرة  أن تناقش زوجتك أو صديقك أو أخوك أو ابنك

في آية قرآنية ؟ أو حديث نبوي ؟ 

مع القرآن

الحمدلله ... أحافظ على ورد يومي من القرآن منذ سنوات... وبما أنني لا أتوقف عند مرحلة معينة وأكتفي بها

...وبما أن شخصيتي بطبيعتها متمردة على الروتين المكرور, ولا أقبل بأن اكتفي بوراثة الدين , لا أقبل بخانة

في البطاقة مكتوب عليها "مسلم"... فأنا أحاول أن أطور علاقتي بالقرآن بطرق جديدة ومختلفة كل يوم

فأنا أجلس مع ابنتي الصغيرة نتدارس القرأن ونحفظه , واستغل هذا الوقت في أن أحفظ معها , وأن نفتح مواضيع

متنوعة بحسب ما عرفت من معاني للمفردات القرآنية  وجماليات البيان فيها وأسباب النزول, وما يرتبط بالمفردة من

قيم نبيلة وأخلاقيات ...هذا يساعدنا في الحفظ وينمي عقلي وعقلها...

تتابعنا بنتي ذات ال3 سنين فتتطور لغتها أيضا بما تسمع من مفردات , وتركيبات ليست سهلة النطق بالنسبة لها

 فيتدرب لسانها,وتتسع مدارك عقلها, وترى جلوسنا ومدارستنا لكتاب الله  فلا تصبح بعقلية تافهة 

كما أرى في الأطفال (الفافي)... المحرومين من سماع القرآن والسنة واللغة الفصحى...أولئك الأطفال

الذين يتسمرون أمام الشاشات بالساعات على كارتون رسالته "تسطيح العقل" وتتفيهه

التأني في الحفظ

تستعجل زوجتي في تحفيظ البنت حتى تلحق زميلاتها في المدرسة القرآنية ,وتغضب حين تتخلف عنهم

لكني أرة أن مجرد الجلوس لمذاكرة القرآن هدف وإنجاز بحد ذاته ...فكلامنا الذي ننطق به خير الكلام

وتكرارنا للآيات كي نحفظ نعمة وسعادة , وفتح مواضيع عن القيم الإنسانية النبيلة , والعلوم , والآداب

المتنوعة هي ثراء للفكر سيصنع منها أما عظيمة , تربي أجيالا بهمم كالجبال ...أجيالا تنفع أمتها 

والبشرية....ومن الفوائد ترك اللغو ومالافائدة منه من أحاديث الناس , التي ربما تكون سببا في حزننا 

في الدنيا والآخرة 

زوجتي العزيزة ...ابنتنا متفوقة طالما كانت في ظلال القرآن ورحابه , ومادامت تتعلم أسراره فلا قلق

ولا استعجال ...مادامت تتقلب في نعيم جنة القرآن من قصص وأخلاق ومواعظ ومعاني وعلوم  وأفكار

وآداب فلا خسارة ولا تأخر بل تقدم وتطور وسعي دائم في تحصيل الكمالات وارتقاء في المعالي لا يتوقف

هنا أو في منازل جنتها عند الله

يقول العلامة فاضل السامرائي: أن معاني القرآن كانت تستهويه من الخمسينيات من القرن الماضي

مع أهل القرآن

*في إحدى النباطشيات في المستشفى أعجبني  أن طبيبة مقيمة تتكلم في موبايلها ...ليس كلاما

عاديا ككلامنا في القيل والقال ...لا لا إنها ترتل آيات قرآنية في الموبايل, فياله من استخدام عظيم للموبيل 

ولكن لماذا ترتل ؟ولمن؟... سألت و عرفت أنها تقوم بتسميع وردها يوميا لمعلمتها القرآنية... انها تحفظ

القرآن كاملا , وتقوم بمراجعته باستمرار رغم انشغالاتها مع معلملتها التي لا تتقاضى أجرا على تسميعها

انها من أهل القرآن  , المحبين له ...نسأل الله لها الثبات  واستمرار الانتماء لأهل السماء مع السفرة

الكرام البررة

هل فكرنا يوما بمدارسة القرآن عبر الموبيل مثلها؟


البريطانية التي يبكيها القرآن

تقول تلك البريطانية المسلمة حديثا والحمدلله : فتحت القرآن لأعرف عما يتحدث , وبدأت بقراءة سورة

النساء (انها تصارع عبرتها عندما تتحدث عن القرآن في طول مدة الفيديو) تستمر : آسفة فأنا عاطفية

....الصدمة كانت عميقة عندما بدأت التعرف والقراءة ومازالت, كنت أقرأ الكلمات وأقول ليس هذا 

ما توقعته, وكلما قرأت وجدت نفسي لا أصدق , وقلت لنفسي لابد أن أتوقف , يكفي هذا...

لكنني لم أستطع التوقف...وقررت بعد أيام إعادة القراءة...كان رائعا ...لطيفا ... عميقا جدا بنفس الوقت

(لقد خاطب روحها , فوجدت انجذابا لا تعرف سره) ...تتابع: كنت اقرأ وأحاول أن أجد تفسيرا منطقيا 

لهذه الكلمات التي تفعل بي فعل السحر, وكلما قرأت كلما وجدته منطقيا أكثر, ,قلت لنفسي انه مثل

النور الذي يضئ ما حوله...وبرغم انني كنت ضد الدين والإسلام, وكنت أحاول جاهدة ألا أؤمن أو 

أتأثر بما أقرؤه, وأقاوم هذا الشعور الذي ينتابني , ويلامس روحي ويهز مشاعري بقوة

لكنني لم أستطع منع نفسي من الإيمان بالقرآن وقراءته في كل مرة ...كان قويا جدا بما يكفي 

لإعادتي كل مرة....وبعد إعادتي لقراءته كثيرا قلت لنفسي لابد أن ترجمتي له خاطئة

وقررت زيارة أحد المساجد البعيدة عن سكني , حتى لا يتعرف عليا أحد 

(تقول أن الإمام شرح لها بطريقة جميلة و مذهلة وأكثر دقة )


تعليقات

إرسال تعليق

يسعدنا مشاركتكم لنا في بحثنا عن السعادة ,بتعلقيكم على الموضوع

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8