عن الحب

"عذرا أستاذنا الجميل دكتور مجدي يعقوب ,فلا أحد يستطيع علاج قلبي سواها"

مخاطبة الحبيب تحتاج منا تفكرا وتخيلا, لننسج من الحروف العادية سحرا... لننال في نهاية الخطاب رضا الحبيب

وكلما كان عشقنا طاغيا ومجاوزا للمألوف, كلما غيب هذا الحب عقلنا... واقتربنا من جنون...يأكل خلايا أدمغتنا

جنون يهدم كل حدود المنطق, ويأبى إلا السباحة في الخيال, ونبذ الواقع بالكلية

أو على الأقل كما يقال :أن الحب واقع أقرب إلى الخيال, يجعلنا نطير بأجنحة وهمية , يأسر  عقلنا وعواطفنا

فنسقط هلكى ونحن نحلق في فضاءات الهوى بأجنحة خيالية  كرائد الطيران الأول "عباس بن فرناس"

عندما نعشق ننسى كل البشر من حولنا ولا نرى إلا الحبيب ...ذلك الطاغية المستبد الذي نصنعه من وساوس هوانا

ومن سلطان شيطاننا الضعيف على قلوبنا

وما أرى العشق المفني , المدمر للعقل إلا كما قال العلماء: نسى ذكر الله , فابتلاه بعشق مهلك

العشق تعلق وذوبان في كيان آخر , ومن تعلق قلبه بغير الله ...عذب به ولابد

وللحب ...طقوس

يقول أمل دنقل: كيف تنظر في عيني امرأة ...أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها

كان هذا منهجي في العشق حتى قبل سماع المقولة ... أرى الجمال , أعشقه ...ثم ... أعتبر نفسي

مسؤولا عنها أدبيا وأخلاقيا...بمجرد أن تختار عيني عشقها والتعلق بصورتها , حتى أتحول إلى ملاكها

الحارس , وكأنني قد وقعت معها ميثاقا يقتضي بموجبه حماية وحراسة شديدة

أنا من قطعت العهد على نفسي أن أكون ملاكها الحارس...هي لا تعلم شيئا عن تلك الصراعات النفسية الدائرة

بصدري , لم تكن طرفا في تلك المواثيق الموقعة في  حضرة جمالها أصلا

هل كان لفيلم "عين الناظر " أو الملاك الحارس eye of the beholder تأثير علي في فلسفة العشق عندي ..ربما....

هذاالملاك الحارس لها هو العميل الخاص ايوان مريكغور و المكلف بالقبض على آشلي جود سفاحة الرجال

آشلي جود التي تحولت إلى سفاحة للرجال بعد أن تركها والدها ,خشية إملاق , تركها في الشارع وهرب

لتواجه الحياة القاسية بمفردها , وتكبر وفي قلبها حقد شديد على الرجال

يراقبها إيوان فيقع في شباك غرامها فيتحول من متحري خاص مهمته القبض عليها إلى ملاك حارس

 يحرسها من المخاطر والشرور ويعتني بها دون أن تعرف عنه شيئا ,أو تقابله

هل كان لأغاني نشأت على كلماتها وألحانها في مراهقتي...ورحت أردد مع عمرو دياب 

اسكت ليه ...ده انا بس بقول اسمها برتاح

وأردد مع دياب : كنت فاكرها ملاك ,لكن طلعت بشر 

وأردد مع محمد محيي :مالي النهاردة..إيه جرالي , الليلة غير كل الليالي

وأردد مع محمد فؤاد:لكن في لحظة م الأمل هيكون ,والمح في طيفك أي شئ بيخون , ههدم آمال الجاي والحاضر

هل كان لهم دور في تشكيل فلسفتي عن العشق؟ ...طبعا كان لهم دور  ...فرحت أرى في الحب عذابات وأمانة ثقيلة

 والتزامات وميثاق على النفس غليظ  لا يفكه إلا الموت ,أو عودة إلى الكتالوج البشري الذي تحدث عنه الشعراوي

كم عشقت يا قلبي

عندما أتذكر مرحلة المراهقة في حياتي... أضحك على حجم الغباء الذي غيب عقلي , وغيبني عن الواقع

تأخرت في دراستي , وتفوقت في خيالاتي التي لم تكن تنتهي من حب أنثى , وتطمئن أنها قد دمرت مني 

ومن عمري ما شاءت... حتى تسلمني لامرأة أخرى لتأخذ نصيبها مني

أذكر تغزلي بها , عندما أردت خطبتها , وذهبت لها في مكان عملها, وأخبرتها بأن معي واحدا من أقاربها

ارتبكت البنت المسكينة....وبعد إصراري ...نزلت معي ... وهي تنظر  وتتلفت هنا وهناك ...من يكون قريبها

لتجدني أخرج لها البسبوسة وأقدمها لها : تفضلي أحد أقاربك سيدتي

... لكنني برغم سلوكياتي المجنونة , إلا أنني لا أنكرها ...بل أدعو نفسي وإياكم للعودة للحظات الجنون 

وومضات طفولية (وبراءة عيال) منحتنا ذكريات جميلة , نبتسم كلما تذكرناها 

مع تعديل بسيط ... ألا تكون تصرفاتنا سببا في حزن أحدهم بنتا معشوقة , أو أهلا مسؤولون عنها 

في الدنيا بعلمهم , أو في الآخرة عند رفع لواء الغدرات لكل واحد.

وبمعنى آخر أن تكون سريرتنا وعلانيتنا بريئة لا تؤذي أحدا.........لا علاقات سرية بعيدا عن عيون 

حماة (الأميرة المعشوقة)........بل علاقات  واضحة في إطار الشرع والعقل والعرف

هل أغاني الحب حرام

طبعا سأفتح على نفسي عاصفة تسونامي من النقد والهجوم والإزدراء... ولكن هذا هو مصير من يريد

التفكير ,وتحطيم الأصنام التي وجدنا عليها آباءنا , بغير حجة قوية مقنعة

لماذا تكون الأغاني حرام؟..... الأغنية عبارة عن كلمات مصحوبة بموسيقى 

فأي منهما قد يكون حراما أو مسكرا بالمعنى المعروف

الكلمات ترسل صاحبها إلى الجنة أو النار ...وهو يختار منزله ومقامه بما ينطق لسانه.... والكلمة ليست حراما

بل هي معجزة خاتم الرسل 

الموسيقى جمال تراه في كل ما حولنا ... إننا نستيقظ على زقزقة العصافير وصياح الديك

وهل يكون الجمال حراما 

يقول ابن القيم :الاستماع للموسيقى يفسد القلب , وعندما يفسد القلب يدخل فيه النفاق*********

 

ولكنةهل اعترض أنا "عديم الذكر" على ابن القيم........حاشى ,فلست أنا من المنافقين ,قليلي الأدب

مع ساداتنا وعلماءنا ......ولكن دعنا نقول أن هناك تفسير آخر لكلامه ....وإلا فأنا لا أرى سببا

لحرمة الموسيقى , وهي مبعث الجمال في النفوس

الحب والشعر

أحب اللهجة السعودية في كلمات الحب , فهم سحرة في الكلمات , يتكلمون فأصمت ذهولا وإجلالا

ولعل من الشعراء السعوديين الذين أحبهم وأحب صوتهم الأمير خالد الفيصل

يا ساعة الفرحة تشوقت للعيد

عيدالعيون وعيد قلب الصبابة