سارة .....والحرية

 سارة .....والحرية

سارة والحرية





كان يتابع بكل مشاعره مشهدا دراميا, وكم أثرت في رسم شخصيته الدراما......عندما دخلت عليه سارة, ولم 

تشأ أن تقطع عليه خلوته (الفكرية) ,تلك الخلوة  التي تخلق  في داخله قناعاته عن الحياة والقيم, كانت ترى فيه صيادا 

ماهرا يبحث عن القيم النبيلة في كل ما حوله , ويحاول أن يصبغها بصبغة الإسلام.....شرط موافقتها لما أراد

الله......عملا بقول المصطفى "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"

ولأن "الحكمة ضالة المؤمن"

........المشهد من مسلسل (أنا وهؤلاء) (بطولة محمد صبحي وداليا مصطفى) .....حين

أرادت سندس أن تتخلص من مضايقات قريبها, ولأنها مضطرة للتعامل معه كموظفة في شركته, فقد ادعت أن زميلها 

في المدرسة, أستاذ سلسبيل , خطيبها , لتهرب من دعواته لها لمواعيد عشا أو غدا (كما يدعي), لكن نيته كانت التقرب

منها بطريقة غير سوية......ودعت لزميلها ليحضر إلى الشركة بحجة توصيلها (وعشان تفركش دعوة قريبها للعشا)

وأخذت تتحجج بأن خطيبها (دقة قديمة, ورجعي, ودماغه مقفلة), ولا يقبل أن تخرج مع أحد أو تسافر مع أحد في سفر

يقتضيه عملها........لكنها فوجئت بسلسبيل يحرجها, ويعطيها كامل الحرية في الخروج والسفر.........وما كان منها

إلا أن ادعت (ان بطنها بتوجعها) لتهرب من دعوة العشاء........ثم يكون المشهد التالي 



داليا(سندس) : انت احرجتني, انا مفهمة قريبي ,اني مينفعش اقبل عشا ولا سفر لأنك خطيبي المتزمت, تقوم تيجي قدامه

تبقى (شرابة خرج)

صبحي (سلسبيل) : أنا كده ابقى شرابة خرج , لما اعاملك انك إنسانة , وليكي حريتك

سندس(وهي تشعر بأنها أخطأت اللفظ): هتبقى في رأيه هو, لأنك اديته الفرصة, انه يطمع فيا , لأن خطيبي معندوش

شخصية, يعني لو انت خطيبي فعلا كنت هتعمل كده برده

سلسبيل: أكيد.......لأنك لو شايفة في عزومة العشا أو السفر حاجة غلط , كنتي انتي هترفضي, مش عشان

خايفة من خطيبك أو حبيبك, لأ ......هترفضي لأن دي مسألة مبدأ جواكي

ومن كمال رجولتي , لأني وثقت فيك وائتمنتك على عرضي, واخترتك حبيبة ورفيقة عمر...اني اديكي مطلق الحرية

في التعامل مع الناس .....تتابع سارة حبيبها وهي ترى عيونه ملأى بالدموع

سندس (متأثرة بنبل كلامه , منبهرة برجولة موقفه, وهو يعطيها درسا فيما تحتاجه النساء من الرشد والنضج): 

مش مصدقاك انت عملت كده عشان تضايقني

سلسبيل: بالعكس , انا عملت كده , عشان اخليكي ست بتمارس حقوقها اللي بتطالب بيها, عشان تمارسي حريتك

مش تنتزعيها

سندس: انا قلتلك اني قلقانة من ناحية الراجل ده

سلسبيل: بس انا مش قلقان منك, لأن عندك مبدأ , ومحدش هيقدر يجبرك على حاجة ابدا

سندس: يا سيدي ماشي, بس ممكن تعمل ان مخك مقفل ومتزمت

سلسبيل: تبقي غلطانة, لأن هي ده الثغرة , اللي ممكن يخش لك منها

سندس: على فكرة ..........أنا بكرهك....وكأنها تقول له بكل ذرة منها أنا بحببببببببببببك

سارة: من يرى تأثرك الشديد بهذا الحوار, لا يمكنه تصديق واقعك اليومي ,( وهو صحراء المشاعر)

هو: اتفق معك , لكن ألا يشفع لي , بحثي وشغفي بهذه المشاعر ,وكتاباتي الكثيرة عن ملامح الحب الحقيقي , الحب 

الذي يوصل للسعادة وللصراط المستقيم .........الحب الذي نبحث عنه في دعوتنا اليومية المتكررة 17 مرة

(اهدنا الصراط المستقيم) في ارتقاء فهمنا للحب . وممارسة سلوكيات الحب الراقي , العادل, الذي يصل بنا لمعرفة الله

سارة: لكن , صدقا , أتؤمن بهكذا حرية, ألا ترى أن حريات محمد صبحي , نوع من السبهللة, وتنافي العدل والجمال

هو: سارتي , تستخدم مصطلحاتي القاسية , وتتقمص شخصيتي الهجومية , وهي تخاطبني.... حسنا , انا لا أؤمن

بهكذا حرية , ولكن كيف يمكننا التعلم من هذا الموقف الإنساني الرائع....لنبدأ عصفنا الذهني مولاتي

سارة:حسنا ,لننظر إلى النقاط المشتركة في مفهوم الحرية بيننا وبين صبحي(سلسبيل).......في البداية.........

 سلسبيل  يريد إيمانا بالمبدأ ,وقدرة وإيمانا واستعدادا للدفاع عن هذا المبدأ دون اللجوء إلى قوى خارجية  والتحجج بها

.....سندس حرة في تصرفاتها , لكنها من المفترض أن تكون ناضجة بالدرجة التي تجعلها تؤمن بأن حريتها ليست 

مطلقة( وهي تعي ذلك) , بل هي حرية مسؤولة, مقيدة بالقيم والأخلاق , والحلال والحرام .....لا بد أن تؤمن بمبدأ 

الحرية الصحيح(حسب ثقافتها ) وهي تؤمن بذلك

وأن تكون قادرة على الجهر بهذا الإيمان والدفاع عنه مهما كلفها ذلك من خسائر( وهنا مكمن الخلل) , حيث اننا نؤمن

بالمبدأ ولكن في دواخلنا مئات العقبات , لتطبيق المبدأ ومعايشته في يومنا وواقعنا

يقول أحد العلماء : إذا لم يدافع عن المبدأ من يؤمن به فمن سيدافع؟

هو: ويقولون ايضا أن خير وسيلة للدفاع عن المبدأ ممارسته وتطبيقه في الواقع,..........

 لكنها لا ترى في عزومة العشا خطأ

 (وهنا خلافنا مع صبحي في نظرته للعلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة)

, هي ترى الخطأ في الشخص فقط, فهي تشك في نواياه السيئة, وإلا فهي تخرج مع سلسبيل

سارة: إذن لنبدأ من هنا , وننتهي منه , لن نستغل الفرصة للوصول إلى المجتمع المسلم الملائكي دفعة واحدة,

 ولا لنفصح عن أنوار جنة الله في الدنيا مرة واحدة فتقلق القلوب لمحاولتنا هدم ما اعتادوا عليه , وهدم أصنام

التعود ودائرة الارتياح التي تقيد أي رغبة في التغيير في نفوسنا

نحن هنا لنتعلم لا لنعلم..........مجتمعنا المسلم (المعاصر) يرفض عزومة العشا , ويعتبرها حراما, لكنه 

أي "هذا المجتمع" لا يهتم  أيضا بتعليم البنت حريتها , وقيمتها, و عظيم دورها , وبالتالي سترى ثنائيات الشباب

 , والعلاقات الفوضوية  بعيدا عن عيون الأهل

هو: لقد اثار سلسبيل مواضيع حساسة , كعلاقة الشباب ببعضهم بطريقة متحررة , وحاول إضافة مصطلحات (الحلال

والحرام) في معالجة تلك المشكلة

سارة: لكنه لم يركز كثيرا على تلك المعاني الدينية , لأننا أصلا غير مؤهلين للاستجابة لها, .........كثيرا ما كنت 

تقول : إن آخر شئ يمكنك أن تخوف به المدخن من التدخين .....أن تقول له :انه حرام .......إذن فالمطلوب حوارات تخاطب

القلب والعقل والروح ووو........ويمكن إدخال كلمات دينية لتزاحم مفرداتنا وسط الحوار

هو: وفكرة إدخال شئ من المفردات الدينية (التي تذكر بالله , وتركز على القيم) , فكرة موجودة في الدراما التركية الحالية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8