الصعايدة... العزوة

 

الصعايدة... العزوة 

الصعايدة


 

 

كلما شاهدت فيلم الهروب وأحمد زكي (المطلوب القبض عليه) وهو يمشي في جنازة والدته وسط أهل قريته -الصعايدة- والذبن حالوا دون أن تقبض الشرطة عليه برغم القوات الكثيرة التي كانت تحيط الجنازة

كلما شاهدت هذا المشهد, تذكرت معنى العزوة والحماية والحمية لدى الصعايدة,طبعا مع التأثير النفسي الرائع للموسيقى  التصويرية لمودي الإمام (الموسيقار الجميل) , وبرغم أن هذا المشهد خاظئ من الناحية الأخلاقية ( حيث لا يجوز التستر على مجرم) ,إلا معنى العزوة هو المقصود الإشارة إليه

وبرغم أن هذا المعنى (العزوة) ينحرف عن جادة الصواب حينما يكون دفاعا عن باطل , وأن إسلامنا قد نظم وهذب المعنى القيمي الرائع (للعزوة) حيث عدل مفهوم النصر للأخ -إذا كان ظالما- بأن تمنعه عن ظلمه

حديث أنس  قال: قال رسول الله ﷺ: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره[1]، رواه البخاري.

إلا أن مفهوم العزوة عند الصعايدة مثله كمثل باقي القيم تحتاج لعرض على الإسلام لتعديلها وتهذيبها لتصبح مصدر فخر وعدل وحق

انتمائي الصعيدي

نفتقر في هذه الأيام للانتماء لهويتنا الحقيقية , وانتماءتنا جميلة ورائعة لو عرفناها وعملنا بها وعرضناها على قيم الإسلام النبيلة
.... تنزعج بنتي ذات الربيع السابع من إخباري لها بأنها صعيدية , حيث يأتي لمخيلتها الصورة النمطية عن الصعيدي صاحب اللهجة الغريبة (غير المحببة) , حيت تسود اللهجة البحراوية (المصرية) على ألسنة أهل الحضر ظنا منهم أن هذا تمدن -تماما كغزو المفردات الإنجليزية لقاموسنا اليومي_ اعتقادا بأن هذا هو قمة التحضر 

وفي الحقيقة فإنني مقصر في تعريف بنتي بانتماءها للصعيد, لكني أحاول هذه الأيام الاستفادة من أحداث -إساءة أحدهم للصعايدة- لتعزيز الهوية الصعيدية وربطي أنا قبل أسرتي بتلك الهوية عن طريق التنقيب في الجمال الموجود في الصعيد والصعايدة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الذوق الراقي

خواطر مازن ...خطوات نحو التفوق والنصر 6

خواطر مازن...خطوات نحو التفوق والنصر 8