طلب العلم.. تعلم مستمر

طلب العلم ..تعلم مستمر

 

حصر طلب العلم على سنوات الدراسة من أسوأ الثقافات التي ابتلينا بها

ترى الآباء حريصون على تعليم أولادهم وإعطاءهم الدروس الخصوصية, في سباق محموم على الدرجة

ولكن هل هدف هذا السباق تحصيل العلم؟...   انظر إلى حياة الآباء  وسلوكهم ...لترى فيها البعد الشديد

 عن العلم والتعلم, تراهم يعيشون في فوضى وضيق بسبب عدم الاستفادة من  العلم الذي تعلموه 

وأول مظاهر بعدهم عن العلم وكرههم له وعدم الاستفادة منه  هو جهلهم المطبق بعلم التربية 

وطرق التعامل مع أبناءهم.

قمة التناقض أن تقضي عمرك في تعليم أبناءك علما ثم ترفض تطبيقه - لأنك لم تفكر في الهدف الحقيقي من العلم

وهو الوصول إلى جنة الدنيا بمعرفة الله...وإنما غاية التعليم عندك درجات بلا أدب أو خلق أو عقيدة صحيحة

بل ربما تخرج أجيالا مثقفة لكنها منافقة كارهة لدينها "دين العلم " (وما أكثرهم) ...

هؤلاء الذين فرحوا بما عندهم من العلوم الدنيوية

ما الفائدة من صرف المبالغ الطائلة لضمان جودة التعليم لأبنائنا من خلال المدارس الخاصة والدروس الخصوصية

 إذا كان الممول نفسه لا يؤمن بدور العلم في تحسين حياته وسلوكه وأخلاقه  ودينه قبل مستواه المادي.

الأب والأم هما أول بيئة يحتك بها الطفل - وهما أول أصدقائه ... فإذا كانت البيئة كارهة للعلم داعمة للجهل - 

وإذا كان الأصدقاء الأوائل للأبناء أصدقاء سوء فلا تسأل عن أخلاق طفلك وعقيدته عندما يذهب لعالم أكبر

 وبيئة أوسع ولا تلومن إلا نفسك حينها

طلب العلم عبادة مستمرة

وإذا فكرنا وراجعنا أنفسنا فإن طلب العلم عبادة في ديننا الإسلامي 

 طلب العلم فريضة على كل مسلم"

وبالتالي فهو عبادة وفريضة كالصلاة وباقي العبادات , والعبادة لا تتوقف بل هي مستمرة حتى الممات 

(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)

_يعني بالبلدي كده مفيش حاجة اسمها انا خلصت كلية يبقى خلصت رحلتي التعليمية-

على الممرضة أن تطلب علم التمريض بصورة مستمرة

على الطبيب والمحاسب والمهندس وخريجي الخدمة الاجتماعية والخدمة العمالية والصنايع ودبلوم التجارة والمحامي والضابط

........بل وحتى عامل النظافة وال house keeper. وال baby sitter 

وووو وايه تاني-- أعتقد كده محدش عنده حجة لترك العلم--

(( كن عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك ))

ما المطلوب؟

يقولون انك عندما تريد أن تربي ابنك فلابد أن تربي نفسك معه, ولا معنى لتربية لا تلحظ فيها تغييرا في نفسك أنت قبل ابنك

 

تربية الأقوال أفشل أنواع التربية 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )

لا تضيق على ابنك في المذاكرة (وتخنق عليه) وأنت لا تصبر على الجلوس خمس دقائق لقراءة صفحة في كتاب

لا تطالبه بالمذاكرة وأنت لا يوجد في برنامجك اليومي وقتا مخصصا لتطوير نفسك في مجال عملك

 بحجة انك قد أنهيت دراستك,

حينها حتى لو ذاكر ابنك بل وتفوق فستنتج للمجتمع فردا آخر كاره للعلم ورافضا لدورالعلم

 في تحسين أخلاقه ودينه... وعلاقته بالعلم ستصبح علاقة "فهلوة" وتجارة ....ازاي احصل على درجات

اكتر من غير ما اعرف قيمة اللي بتعلمه

-حينها ستنتج شخصا آخر يكون عبئا على مجتمعه ووطنه والبشرية

عن نفسي

لقد ضيعت أكثر من 5 سنوات من عمري في الكلية في اللهو وعدم الجد في المذاكرة, 

وبعد أن أنهيت السنوات التعليمية حاولت  جاهدا أن أربط نفسي بالمذاكرة

 , دون ربط ذلك بتحضير لدراسات عليا , أذاكر طلبا للعلم فقط--- ولكن كان ينقصني هدف يجعلني في شغف دائم 

حتى سمعت حلقة من برنامج خواطر الشقيري : يذكر فيها ساعات التعليم التي تؤهلك لدرجة 

(الإحسان) الإتقان في كل تخصص --

 وحينها وجدت ضالتي (والهدف الذي يجعلني أذاكر يوميا دون انطفاء للرغبة وفتور في الهمة)...

حددت حينها 10 آلاف ساعة مذاكرة في طب الأطفال...... وبعد مرور خمس سنوات تقريبا 

, مازلت أذاكر ساعتين يوميا وقد حققت أكثر من 3 الاف ساعة 

وما زلت مستمرا في هدف ال10 الاف ساعة

-نصيحة هامة: لا تكتفي بالمذاكرة مع نفسك فتمل وتحرم نفسك من الفهم ومصاحبة العلماء 

(الخبيرون في مجالك)  ...قم بأخذ دورات دراسية وتدريبية، فهي سُتضاف في سيرتك الذاتية

وستضيف الى خبراتك ومهاراتك وشغفك بمجالك..... وعليك الاستفادة جدا من وسائل التواصل الاجتماعي

وبالذات اليوتيوب

نماذج للتعلم المستمر

-الأمريكي بيل غوسيت

ويليام بيل غوسيت : حصل على الدكتوراة الفخرية في الآداب الإنسانية وعمره 97 سنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إزاي يا عمي,’’’ ده احنا بنموت علميا بعد ال30 على أقصى تقدير , ولما بنخلص بنتعمي مش بنشوف السطور....

وجدو بيل بيحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة لينكولن

تقول الحكاية انه ترك الجامعة في الأربعينات من القرن ال19

وعاد ليستكمل الدراسة في 2019م, وافقت الجامعة ...........جامعاتنا ترفض تقدمنا للدراسات العليا

, وتتفنن في الرفض , وتضع العراقيل أمام شبابها وخريجيها في شروط القبول

, حتى يصبح الأمر من المستحيلات -موضوع الزمالة المصرية رحم الشباب من عقد أساتذة

الجامعة ...يارب يكون حل حقيقي للدراسات العليا

المهم أن جامعة لينكولن توافق على التحاق جدو بيل وتعتمد درجاته التي حصل عليها من 70 سنة

الجامعة في ولاية إلينوي تقول : أن بيل قد أصبح مصدر إلهام لهم, بعد عودته للدراسة في هذا العمر الأرذل

من مصر

طلب هذا السبعيني العلم , وتقدم لامتحانات الثانوية العامة قسم أدبي نظام (منازل) في عمر 73 سنة ...

الحاج قرني محمد شعبان برعي من محافظة الفيوم وقد نجح بنسبة 58%

وعندما سألته المذيعة لماذا؟... أخبرها بأن لديه هدف أراد تحقيقه... عم قرني كان يعمل بالنهار في منحل

ويذاكر ليلا حوالي 6 ساعات

فلسطين الحبيبة

الجدة الفلسطينية أم سهيل بطو من مدينة الناصرة تحصل على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية

وهي في عمر ال 85 ,, ما هذه الهمة العالية , والروح المؤمنة بقدرتها وطاقتها التي منحها الله

لها.

أم سهيل حفظت القرآن وعمرها 79 سنة

من الهند

معمرة هندية يبلغ عمرها 104 سنين تتعلم القراءة على يد جارتها التي تعمل مدربة لمحو الأمية

انها أكبر من جداتنا جميعا , لكن حظها رفعها عندما التقت مع من يتعامل مع كبار السن

بطريقة مختلفة...طبعا مع وجود إرادة عند تلك المعمرة

لماذا نتعامل مع الأجداد ككائنات لا نفع منها , كائنات ثقيلة على النفس , صاحبة أمراض , تنتظر

الموت, يلقيها كل ابن على كاهل الآخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لا نتعامل معهم بطريقة إيجابية, كبشر

منتجين يستطيعون فعل المستحيل ؟؟؟؟؟

تقول دكتورة دينا الحناوي:

‏مفيش سن للعلم و مفيش سقف ولا اسمها خلاص خلصت! افضل اتعلَّم وجرب وخد شهادات على اد ما تقدر

طول مانت عايش، هتتعب شويه بس متعة منافسة قدراتك و عقلك رائعه!

يقول الأستاذ الجامعي د محمد الوليدي:

الطامحون لا يعترفون بعبارة (القطار فاتك)؛ ما دام فيك عرق ينبض، ورأس يتنفس، وعقلٌ يستوعب

فأنت مؤهل أن تصنع شيئا في هذا العالم.

ويقول : قابلتٌ شخصاً عمره ٧٧ حصل على الدكتوراه، وآخر عمره تجاوز الخميس اجتاز مرحلة اللغة

..العمر مجرد رقم للحالمين

كيف نحب العلم حتى نطلبه باستمرار

أجمل فكرة تجعلك محبا للعلم , هو ربط العلم بالقرأن والسنة وسير الصالحين المسلمين , وعلماء الأمم

 الأخرى ففي سيرتهم ومواقف عشقهم للعلم ما يحفز طالب العلم........

جرعات تحفيز

ممن حفزني في هذه الأيام , صديقي العالم دكتور "ضياء تامر"

حين رأيت في حقيبته الصغيرة الكثير من الفلاشات .....فأجابني بأنها مكتبته المحمولة التي تضم

 العديد من الكتب الطبية ومحاضراته, وعصارة خبرته الطبية من صور للحالات والأشعات

ولا أستطيع وصف كم التحفيز والغيرة والرغبة  التي اعترتني في أن أفعل مثله""""""

*ممن حفزني أيضا في طلب العلم طالبة الإعدادية وقد حصلت على الدرجات النهائية في كل المواد 

حين أخبرت المذيعة بأنها كانت تذاكر وهي تكتب (لتثبيت المعلومة), فبدأت أفعل مثلها في مذاكرتي حاليا,

 بل وأكتب مقالات طبية في هذه المدونة, حتى أذاكر وأنا أستخدم موهبتي في الكتابة

شرف العلم والعلماء في القرآن

يعد العلم من أكثر المجالات ذكراً في القران الكريم بألفاظ مختلفة مثل(عليم، عالم، علماء...) ما يقارب 800 لفظ

والإشارات القرآنية على شرف العلم والعلماء لا تحصى

1-في سورة آل عمران أسند الشهادة له بالوحدانية لذاته ولملائكته وللعلماء وفي هذا تشريف أيما تشريف

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)

2-وفي سورة النمل عندما أراد سليمان أن يحضر أحدهم عرش بلقيس, وعرض عفريت من الجن , والعفريت (القوي من الجن)

بادر صاحب العلم واقترح على سليمان عرضا أفضل فقال

(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)

وفي هذا شرف للعلم والعلماء ,أي شرف , وإشارة إلى أن العلم يفعل ما لا يستطيع أن يفعله عفريت من الجن