لغة أهل الجنة 3

الكلمات

بيني وبين الكلمات عشق قديم جديد , ولا عجب... فبالكلمات عشقت , وعبرت عن عشقي , عن حبي , عن إعجابي وهيامي بالجمال

...وصلت للقلوب بالكلمات , رسمت لوحات أدبية فريدة بالكلمات ... ظل المتذوق للجمال يتأملها , ويستخرج اللؤلؤ منها والمرجان

...كانت كلماتي بهذه الفخامة التي تجعل ناقدا كبيرا يظن بأني قد قرأت الكتب الضخمة , وغصت في أعماق الفكر وصاحبتُ أعظم

المفكرين ...فراح يعلق على إحدى مقالاتي بأني قد قرأت كتاب "تهافت الفلاسفة" و "تهافت التهافت" ...وأنا أبسط بكثير من

 الخوض في الفلسفة وقراءة الكتب "المجعلصة" لكنها الكلمات حين تكرمها ,وتحبَّرها, وتقدمها للقاريء في إطار جذاب ,

 وتلفها في علبة هدايا "شيك" وورق سلوفان , وتكتبها في ورق ملون فاخر , وترشها بعطور ساحرة 

...حينها ستشعر النفوس بجمال النص  ...فتظن لفرط الجمال أن كاتب هذه الكلمات  عبقري , جهبذ... وتبالغ في الإطراء

و تصف الكاتب والكتابة بأساطير , وقصص , وطقوس سحرية ...تبالغ في الوصف , وتمنح العمل الأدبي قداسة وهيبة وجلالاً.

إنها الكلمات يا سادة ... وما أدراك ما الكلمات ؟ وما تفعله في النفوس من أفاعيل ...الكلمة حياة وموت 

إنها الكلمات ياسادة ...التي اختارها الله لتكون أعظم معجزة في تاريخ البشرية و ملحمة الرسالات ...فصار القرآن ...

المعجزة الكلامية  العقلية العابرة عبر الأزمان والحدود

ولأن اللغة العربية هي لغة أهل الجنة , وملكة جمال اللغات كلها ...فقد اصطفاها الله وشرفها لتكون لغة أشرف الكتب "القرآن"