بسنت وسورة النور

سورة النور نزل فيها أحكام كثيرة ضابطة للمجتمع , وحافظة لأعراض النساء , وفيها من الصيانة ما يرهب أي

شخص له لسان , ليحفظ لسانه ...حتى أنه في عهد الرسول جاء أحد الصحابة يتهم زوجته بالزنا فقال له نبي الرحمة

:البينة أو الجلد("ما معناه"....فقال يا رسول الله وهل أحضر 4 شهداء على زوجتي ...والله لو رأيتها ما انتظرت

حتى نزلت آية اللعان ...انظروا كم الصيانة والحفظ للأعراض , والحرص على ستر الناس...وعدم الفضح

بل إن أحكام القذف فيها ما هو كفيل بتقييد اللسان بسلاسل من فولاذ ولا ينطق الواحد بكلمة سوء في عرض أحدهم

وقد نزلت سورة النور في حادثة إفك "والإفك أشد الكذب وأجرمه , كذب يقلب الحقيقة رأسا على عقب"

نزلت تبرئ أمنا عائشة الطاهرة النقية رضي الله عنها وعن أبيها...ونزلت لتكون براءة لكل مسلمة وصونا

لعرضها وسوطا لكل من يستخف بأعراض النساء وصيانة للمجتمع المسلم وسدا لكل وسائل إفساد براءته 

وطهره 

....ماذا لو كان رسول الله بيننا والواحد فيهم يمازح صديقه "بقذف أمه" ويضحك الآخر وكأن أمه وعرضها مادة

للهزار والاستباحة

ألا يستحق هذا الشباب الذي يجعل عرض أمه مادة للاستمتاع والهزار, ألا يستحقوا عقوبة قانونية

رادعة ...يتعلم منها خطورة الكلمة وعظمها

بسنت

"بسنت شلبي".. بنت مصرية عندها 17 سنة لسه في بداية عمرها.. من المتفوقين في دراستها، وحافظة القرآن

الكريم كله من 5 إبتدائي.. فيه شاب من أهالي قريتها مسلم "المفروض يكون حارس ليها" بحق

إخوة الاسلام لكن اللي حصل انه قرر هو وصديقه إنهم ياخدوا صور ليها من حسابها على فيسبوك ويركبوها

على صور تانية خليعة بالفوتوشوب عشان يبتزوها..

ونشروا الصور بين أهالي القرية كلهم!.. الصور انتشرت وكتير من زمايل "بسنت" في الدرس عايروها

والبنت ماقدرتش تلاحق.. رجعت البيت وهي منهارة نفسياً وكان كل همها إن والدها مايصدقش.. حلفت له

إن ده كذب، وهو قال لها إنه مصدقها وفيه فرق واضح بين شكل الوش وباقي اللي في الصور" فوتوشوب"

ثم خرج ليصلي الجمعة.. "بسنت" اللي كانت دخلت مرحلة متقدمة من الإكتئاب وبسبب الحالة النفسية

اللي تحت الصفر وتريقة زمايلها وخوفها إنها تخرج من باب أوضتها قررت تنهي حياتها وبلعت قرص غلة..

وهو نوع مميت لم تنجو منه حالة

في لحظات بسيطة وهما بيحاولوا يجروا بيها على المستشفى كان واضح إنها النهاية خلاص،

وكانت آخر كلمة قالتها وهي بين إيد والدها "والله العظيم ما أنا، أنت مصدقني صح؟".. اتوفت "بسنت"..

كم أبكي على بناتنا من هذه القسوة والفساد التي تربينا عليها ...كم يموت من الناس أو يعيشون في

عذابات الأمراض النفسية بسبب قسوة القلوب ولهثها وراء الشهوة الظالمة

لم أتابع موضوع بسنت حتى رأيت فيديو لمبروك عطية وهو يرتجف ويرتعد من كلمة عظيمة قالتها بسنت

ضحية الابتزاز الإلكتروني ...قالت: محدش هيرحمني.....

محدش هيرحمني...محدش هيصدقني ...محدش هيقف جنبي

يستغرب مبروك عطية من أمة إسلامية "المفترض أنها رحمة للعالمين" ينتحر فيها أولادها غربة وشعورا

بقسوة مجتمع ...ينتظر الغلط ويتصيده لبعض ,,,مجتمع يسحق أعراض النساء ,,,ويتسلى بالفضائح

قالت بسنت: محدش هيرحمني ...كم هو مرعب أن تعيش وسط أناس ينتظرون نهش لحمك

قد قلت كثيرا لأصدقائي دعكم من الخوض في أعراض العلماء ,والمشاهير , بل وحتى الساسة الظالمين

ما الفائدة من هذا؟؟؟؟؟؟؟ نحن فاسدون فلننشغل بإصلاح أنفسنا ...لكن لم يسمعوني واتهموني بتمييع

القضايا والوقوف إلى جانب الظلمة ....وانشغلوا بفساد غيرهم عن إصلاح فسادهم

قالت بسنت : محدش هيرحمني

والمفترض أننا مجتمع سورة النور ...مجتمع حصن الأعراض بصورة تنشر الرحمة ولا مكان فيها للقسوة

يقول مبروك عطية :ينبغي لكل مسلم أن يشعر بأن كل من في المجتمع إخوته الرحماء به

لننشر الرحمة بنشر تعاليم الإسلام دين الرحمة 

اقرأوا سورة النور يرحمكم الله

المسلمون والهندوس

في نفس الوقت الذي يبتز فيه شابان مسلمان أختهم المسلمة ليجروها إلى الخطيئة ...ولابد من محاسبتهم 

حسابا رادعا يكون عبرة لأمثالهم من ذئاب البشر...في نفس الوقت قام الهندوس الموتورون في الهند

بعرض 100 مسلمة للبيع في مزاد وهمي عبر تطبيق إلكتروني...ما فعله الهندوس في أعراض المسلمات

كما فعله هؤلاء المسلمين مع أختهم ...لكن في الهند قامت الشرطة بالقبض فورا على اثنين من المتورطين

في هذا العمل الإجرامي...نأمل ألا تتلكأ شرطتنا في تطبيق القانون على ذئاب لا ترحم

مبروك عطية 

وتبقى المعجزة النبوية متحققة إلى قيام الساعة في قوله صلى الله عليه وسلم:

 "أمَّتى كالمطرِ لا يُدرى أولُّه خيرٌ أم آخرُه"

لقد تابعت إراء أهل الهوى في موضوع رقص المعلمة فاتفقت معهم على الستر , وأنكرت محاولتهم التطبيع

مع المعاصي , وافتراض أن الرقص شئ عادي...ودفاعهم عن المعلمة ليس دفاعا عن الستر , بل هو دفاع

عن الرقص ...ولا يمكن اعتبارهم أهلا للنصح أو الخير

ولكن ما أعجبني حقا هو دفاع الشيخ الرائع مبروك عطية عن بسنت أولا , ثم دعوته لزوج المعلمة للعفو

عنها ومراجعتها بعد أن طلقها "كما هو مشاع"...ودعوته للعفو من باب أننا مجتمع غارق في المعاصي

وأن إشاعة روح العفو وقبول العصاة في المجتمع يفتح باب التوبة والعودة لله , ويغلق بابا واسعا من 

أبواب الشيطان باعتبار أن من سقط سقطة فلابد أن يستمر في السقوط وأن يسعى لجلب من استطاع 

من المجتمع معه في هذا السقوط "عشان ميبقاش حد احسن من حد"

فباب الستر أولا ثم باب العفو عن المسئ " من وقع حظه في أناس يحبون نشر الفاحشة" بعد أن يعترف 

بذنبه وقد فعلت تلك المعلمة واعترفت بخطأها...باب الستر وباب العفو مما يحفظ المجتمع المسلم وينشر فيه

الرحمة والطهارة 

يقول مبروك عطية: احمل موقفها عل معنى عظيم إلى قيام الساعة وهو أن لا كمال إلا لله وحده ولا عصمة

إلا لرسله ...اعف عن زوجتك فإن الله يحب العافين , ارجع لحضنها , واسها , انتصر لها ...انتهى

بل وأظن أن عودة الزوج لزوجته المعلمة هو انتصار أيضا لبسنت وقربى عظيمة لله

ولنتذكر أن العصمة ماتت بانتهاء الرسل ولنتذكر أن الزوج إن عفا سيجد من يعفو عنه يوم لا ينفع 

مال ولا بنون ...ومن كان منا بلا خطية فليرمها بحجر