صدقة جارية.. أشكال جديدة

 

الاسلام دائما متجدد , ويشجع أهله على الإبداع دائما , ولا يعرف الجمود الفكري الذي يفرضه عليه بعضهم بدعوى الثوابت (وقد جعلوا كل شئ فيه ثوابت) .- طبعا للدين ثوابت معروفة -لكن ليس بهذا الشكل

وبما أني من أهم المؤيدين لفكرة الإبداعات الفردية ودورها الرئيس في إصلاح الأمة - سأقدم لكم بعض الأفكار الجديدة في مفهوم الصدقة الجارية من واقنا المعاصر

صدقة الإجراءات الاحترازية

- وجدت أحد رواد المسجد قد نسي كمامته (في زمن وباء الكورونا ), والإجراءات الاحترازية التي فعلتها وزارة الأوقاف للحد من انتشار الفيروس-- قلت إذن سيذهب ويترك الصلاة , لكني فوجئت بأهل المسجد قد وضعوا علبة كمامات كصدقة جارية للمصلين حتى لا تتعطل فريضة هامة كالصلاة لسبب بسيط لكنه مهم جدا, طبعا كان هناك مصليات للاستخدام الشخصي من البلاستيك 

صدقة ( التشهير) والتشيير الجميل

-الحمدلله أصبح النت وسيلة لتحقيق السعادة للبشر بعد أن استغله وتواحد فيه أصحاب الخير والقلوب النقية والعقول المبدعة  من جميع الملل - واكتملت السعادة الحقيقية في وجود أهل الإسلام, فضبطوا معايير السعادة والجمال بما يرضي رب البشر

والمطلوب منا أن نساهم في أن يصبح هؤلاء هم النجوم والصفوة والمقصد لمرتادي النت ف "الدال على الخير كفاعله" وأن نتجاهل أهل الشر و أفعالهم القبيحة  التي يشتهون نشرها في المجتمعات

فلتكن صدقتك الجارية (التشهير) الإيجابي بأهل الخير والجمال في كل المجالات وتشيير مواقعهم وتعريف الناس بهم

صدقة الملصقات

أن تضع ملصقا فقط على زجاج سيارتك وتتركها لتذكر الناظر المحب إلى ذكر حبيبه, فيلهج بذكر الله والصلاة 

على رسوله شئ بسيط تجني منه الدرجات الكثيرة دون أن تتعب...أنا مثلا أخرج إلى العمل وأترك نفسي لما تقع عليه

عيني من الذكر المكتوب على السيارات المتنوعة :ميكروباصات , تكاتك, تاكسيات, سيارات خاصة 

والحمدلله ...مدينتي أسيوط مليئة بملصقات الأذكار جزى الله أصحابها خيرا  

صدقة الكتب الطبية

في فترة من الفترات توليت مسؤولية التعليم الطبي المستمر في المستشفى التي أعمل بها وكان عندي أفكار جميلة لعملية التعليم الطبي في المستشفى ومن أهمها إنشاء مكتبة طبية ولكن كان ينقصني الدعم المادي واللوجيستي من الإدارة لهذه المكتبة , فتعيين موظف للمكتبة لم يكن من اهتمامات الإدارة’ ولم يكن لدى الأطباء رغبة للقراءة في المستشفى فضلا عن شراء الكتب الطبية

...... أتمنى أن يفكر الطبيب والمريض والموظف في إنشاء مكتبة طبية صغيرة في كل قسم بالمستشفى

صدقة العينات المجانية

وهي ليست جديدة ولكنني بدأت الاستفادة من عينات طبية مجانية توزعها شركات الأدوية كنوع من الدعاية

و كنت أركنها في البيت حتى تنتهي صلاحيتها

هذه الأيام أعمل في مستوصف , وكطبيب أطفال أحاول أن أتلطف مع الطفل وأهله وأجلب لهم بعض الألعاب أو القصص

وكل ما يفيد الطفل والأسرة ويمنحهم شعورا بالسعادة...طبعا لا أنسى أن أعطيهم شيئا من الأدوية المجانية تخفيفا 

عنهم في الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها الجميع

الاهتمام بطلبة العلم

اللهم بارك لنا في علماءنا... لقد سمعت أكثر من مرة من شيخنا راتب النابلسي و عبد الكريم أن من أفضل الصدقات الإنفاق على

طالب العلم , وحث المقتدرين على الإنفاق على أبناءهم المتميزين ,أو حتى على المتميزين من المجتمع وتنقصهم الإمكانيات المادية

لم لا ... فنحن نرى الكثير من الأغنياء الذي لا يعرفون كيف ينفقون أموالهم بالطريقة الصحيحة, فياليتنا نرشدهم ونستفيد منهم ولو بشئ بسيط

وكثير منكم شاهد (أحد السفهاء) وهو يلقي بالدولارات في حمام السباحة في مشهد استفزازي

اللهم اهدي الأغنياء لما فيه الخير للأوطان

يقول الأستاذ الدكتور عبد الكريم : أن جامعات عالمية ومنها جامعة هارفارد قائمة على الأوقاف الخيرية, وذكر قيمة الوقف فيها ما يزيد على ال 5 مليار دولار

الوقف... روائع الصالحين

وقف الذهب

يذكر أن إحدى الصالحات في تاريخنا المشرق جعلت من ذهبها وقفا تستخدمه الفتيات المقبلات على الزواج لترتديه ليلة زفافها ثم تعيده لها

كم تعنتت أسر وضيقت على الحلال والعفة بسبب الذهب , وانظر لفكرة بسيطة كهذه كيف تفتح بيوتا وتنشر الطمأنينة في المجتمع 

بالعفة والعلاقات الحلال وتغلق أبواب القلق والشهوات بين الشباب نتيجة عدم الزواج

وقف الروح المعنوية

ومن الروائع من تاريخنا وضع باب من أبواب الوقف لإحدى المستشفيات على رجلين عملهم رفع الروح الروح المعنوية للمرضى بالكلمات المتفائلة والأناشيد المبشرة بالخير والصحة وعزف الموسيقى التي تريح النفس وتبعث فيها حوا من السكينة

عطاءات بلاحدود

كوفيات

في شتاء 2021 وفي ديسيمبر قام أولياء الأمور بتصوير أطفاالهم وهم يوزعون كوفيات على المارة في الشارع

لينشروا الدفء في هذا الجو الصقيع ...فيديوهات رائعة عن العطاء تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي 

وتقوم صفحات نورانية بنشرها لإشاعة الخير والحب والجمال في النفوس ...وحتى نحب الأوطان في عهود

يسعى الظالمون فيها ليل نهار لتبغيضنا في الوطن ...لكنها أمة الغيث الذي لا ينقطع